كشفت القضية الجنائية التي تناولها مجلس قضاء بومرداس أمس بخصوص أحد المتهمين بتمويل جماعة إرهابية والمشاركة فيها عن أدلة جديدة حول المسعى الذي يصبو إليه أمراء التنظيم، والرامي إلى جمع الأموال، وصرفها في مشاريع خاصة، تحت شعار ما يعرف باقتطاعات الزكاة، وعائدات الاختطافات. وكشف المتهم في القضية "م.أ" المكنى "الشيخ" البالغ من العمر 46 عاما والمنحدر من تيمزريت، والذي تابعته النيابة العامة لبومرداس بجناية المشاركة في جماعة إرهابية مسلحة وحيازة سلاح ناري، أن وقائع القضية تعود إلى شهر أفريل 2009، حينما فتحت مصالح الشرطة القضائية للعاصمة تحقيقا حول المعلومات التي وردت إليها بشأن جماعة الدعم والإسناد الناشطة لصالح الجماعة الإرهابية ببلدية تيمزريت، حيث توصلت التحريات إلى المتهم الذي كان يتعامل مع الجماعة الإرهابية بإمرة الفرماش آنذاك، وأثناء إيقاف المتهم بقرية أولاد زيان بتيمزريت، صرح للضبطية القضائية أنه عنصر دعم وإسناد للجماعة الإرهابية منذ 2005، تاريخ التقائه بالإرهابي الباي الذي كان يتولى إمرة سرية المنطقة قبل أن يتولى كتيبة الأنصار حاليا، بسوق بتيزي وزو حيث طلب منه هذا الأخير رقم هاتفه وجرده من الهاتف، ليضيف أنه على اتصال به ولقائه بالطريق المؤدي إلى بيته، وأنه قام بنقله رفقة إرهابيين إلى سوق ذراع بن خدة بولاية تيزي وزو لاقتناء سيارتين يستعملهما لنقل العناصر الإرهابية إلى جانب تمويله لذات الجماعة بالمؤونة الغذائية. وقال المتهم في تصريحاته للضبطية القضائية إن المدعو "الباي" سلمه مبالغ مالية لاقتناء السيارة، حيث منحه في المرة الأولى مبلغ 90 مليون سنتيم لشراء مركبة من نوع طيوطا وفي المرة الثانية نفس المبلغ راء سيارة بارتنير وفي المرة الثالثة نفس المبلغ لبناء مستودع لركن السيارة، ومشاريع أخرى، يستفيد من عائداتها هذا الأخير. هذه القضية تميط اللثام عن الأهداف الخفية وراء قيادات تنظيم "الجماعة السلفية" في الجزائر والمرتبطة مباشرة بدواعي مالية ليست الأولى من نوعها، وقد سبق في محاكمة عنصري دعم وإسناد أن كشفا أيضا أنهما تلقيا أموالا من "أمير سرية" زموري، لاستثمارها في النشاط الفلاحي، فضلا عن اقتناء معدات ضخمة، تعود عائداتها لصالحه، كما تبين في قضية أخرى ملكية أمير "كتيبة الأنصار" لأزيد من خمس شاحنات كبيرة، تعمل على محور أقصى شرق بومرداس وتيزي وزو، تختص في نهب الرمال، حيث تم القبض على عنصر الدعم الذي كان مكلفا بتسيير ممتلكاته، وحجزت المعدات من طرف مصالح الأمن.