إستقطبت ورشات التكوين في إطار الطبعة التاسعة لمهرجان المسرح العربي الذي تستضيفه مناصفة ولايتي وهرانومستغانم من 10 إلى غاية 19 جانفي الجاري، اهتمام العشرات من طلاب الجامعات ومعاهد المسرح إلى جانب ممثلين ينتمون لجمعيات ثقافية، فضلا عن مشاركة لافتة للمهتمين بالنشاط المسرحي في الجزائر ومن دول عربية على غرار المملكة العربية السعودية، والسودان، واليمن، حيث بلغ عدد المتربصين المسجلين حوالي ما يفوق 250 موزعين عبر 10 ورش تهتم بمهارات التمثيل، ومفاهيم الإخراج، الماكياج فنون الأقنعة، الإيماء، المسرح والتغيير، المسرح والتراث، الكتابة للكبار، الكتابة للأطفال، مسرح المكفوفين، ومسرح الأطفال. إنطلق برنامج التكوين الذي يضم عشر ورش بينها، مهارات التمثيل تحت إشراف الفنانة الأردنية نادرة عمران، حيث ضمت الورشة حوالي 25 متربصا، أغلبهم من طلاب وطالبات المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري في الجزائر، حيث أكدت المؤطرة الأردنية على أهمية تلقين المتربصين مبادئ التمثيل بغية اكتساب مهارات جديدة من خلال التركيز على مكامن قدرات الإبداع لديهم، حيث خصصت الفنانة حيزا كبيرا من زمن الورشة لفائدة الطلبة بغية التعبير عن قدراتهم التمثيلية. وبالنسبة للدكتور سليم صنهاجي الذي يدير ورشة مفاهيم الإخراج، والتي تضم حوالي 23 متربصا بينهم ممثلين لفرق مسرحية وطلبة من جامعة عبد الحميد بن باديس لولاية مستغانم، فإن تلقين مفاهيم الإخراج في مدة 6 أيام ليس بالأمر الهين، لكنه يسعى جاهدا لتقديم مادة تكوينية من شأنها أن توفر للمتلقين القواعد الأساسية والأدوات المثالية قصد الولوج لعالم الإخراج من أبوابه الواسعة، حيث تسعى الهيئة العربية وفق برنامجها التكويني إلى تعزيز قدرات المخرجين الشباب خلال التظاهرات المسرحية التي تم تنظيمها على هامش مهرجان المسرح العربي، وفي هذا الصدد أكد المخرج التونسي، بصفته عضوا في الهيئة العربية للمسرح "أن الهيئة لا تقترح نفسها بديلا عن المؤسسات الرسمية القائمة في الدول العربية التي تهتم بالشأن الثقافي، إنما يقتصر دورها في دعم الإستراتيجيات الثقافية وفق الطلب الذي تمليه حاجيات الهيئات الثقافية الفاعلة في المشهد الثقافي". و من جانبه، جدد الدكتور العراقي عزيز خيون المشرف على ورشة المسرح والتراث، والتي تشتغل على المسرح السوداني نموذجا من خلال مسرحية "البياحة"، حاجة المسرح العربي بكل مكوناته سواء المؤسسات كالمسارح القومية والجمعيات المسرحية والفرق، فضلا عن الفرق والمسارح المستقلة، إلى ضرورة تثمين الموروث الثقافي من خلال فتح ورش متخصصة، مهمتها الاشتغال على التراث المادي ولا مادي الذي يتشكل من مجموعة لا يستهان بها من القصص والأساطير، مادام المسرح فن يقرب المسافات بين الشعوب "فلابد على المخرجين العرب أن يساهموا في التعريف بثقافاتهم المتنوعة يضيف الدكتور العراقي". ومن بين أهم الورشات التي لقيت تفاعلا منقطع النظير في أوساط المهتمين بالنشاط المسرحي، وحضرها عدد معتبر من متتبعي فعاليات الطبعة التاسعة لمهرجان المسرح العربي، جزائريون وعرب، ورشة المسرح والمكفوفين، تحت إشراف الدكتور نورالدين زيوال من المغرب، حيث بلغ عدد المتربصين 45 مشاركا من الجزائر، والمملكة العربية السعودية، اليمن، وعمان، أثبتت مدى حاجة الفنانيين العرب لتطوير مهاراتهم الإعدادية والتكوينية لمواجهة الكم الهائل المتعلق بالطلب على تطوير مسرح ذوي الاحتياجات الخاصة على كافة المستويات العمرية، و لكل فئات المجتمع. وفي ذات السياق، أكد الأستاذ ياسر سيف من البحرين، المشرف على ورشة الماكياج وفنون الأقنعة، أهمية هذه الورشة في تطوير مهن العرض، على اعتبار الماكياج أحد أهم ركائز العرض المسرحي، يسمح للمخرج على وجه التحديد تشخيص دقيق لشخصيات المسرحية، و يشارك في الورشة 23 متربصا من الجزائر، وسلطنة عمان في معرفة تفاصيل التقنيات التي يحتويها عالم الماكياج وصناعة الأقنعة.