عادت قضية تزوير شهادات النجاح في البكالوريا لتعالج من جديد أمام مجلس قضاء الجزائر، والقضية التي أثارت فضيحة في مديرية التربية الوطنية بعدما أمر الوزير بن بوزيد شخصيا بفتح تحقيق، والعجيب أن الضحية وهي أم لطالبين توأمين رسبا في البكالوريا، ولكنه سرعان ما تم إنجاحهما بالتزوير التقت الوزير شخصيا وأطلعته على الموضوع. الملف الخطير مذكور فيه ثمانية أشخاص، وانطلقت وقائعه بعدما قصدت والدة مديرية التربية والتعليم مقاطعة الجزائر شرق لتشكو تصرفات بعض موظفي مديرية الامتحانات، فإذا بها تلتقي صدفة الوزير بن بوزيد والذي كان في زيارة عمل، فسلمته شهادة نجاح في البكالوريا مزوّرة باسم ابنتها (ع.نبيلة)، فأصدر أمرا بفتح تحقيق فوري في القضية، مع توقيف الطالبة عن متابعة دراستها الجامعية، وعليه باشرت مصالح الأمن تحرياتها في شهر جانفي 2009 لكشف المتلاعبين. وبالتحقيق مع الوالدة (ع.خ) صرحت بأنه سنة 2006 تنقلت إلى مقر مديرية التربية بالجزائر، لتطلب تحويل ابنها نبيل للدراسة في مؤسسة أخرى، وهناك تعرفت على (ص.لزهر) وهو رئيس مصلحة الدراسة والامتحانات بمديرية التربية، فصارحها بأنه ينوي فتح مدرسة خاصة واقترح عليها الشراكة، عن طريق جعل فيلتها مقرا للمدرسة فرفضت. وبعد الإعلان الرسمي عن نتائج البكالوريا لسنة 2007 ورسوب ابنيها التوأمين نبيل ونبيلة، اقترح عليها (لزهر) إيداع طعن لدى الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، وسيتوسط لها لدى شقيقه (علي) مدير الديوان، فأودعت الطعن، والمفاجأة تلقتها بعد مدة من "لزهر" لكشف نقاط وشهادة نجاح مؤقتة لابنتها، ليتصل بها "لزهر" مجددا طالبا منها شراء قطعة أرض ببرج الكيفان ثم بيعها واقتسام الفائدة لكنها رفضت. وفي 2008 ظهرت نتائج البكالوريا لكن ابنها نبيل رسب هو الآخر، فجاءتها رسالة أس أم أس من هاتف مجهول يطلب صاحبه الاتصال به، ثم كشف عن هويته و هو المدعو (أ. سمير) موظف بفرع القبة للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، وأخبرها بأن ابنها نبيل نجح في البكالوريا، رغم عدم ورود اسمه ضمن قائمة الناجحين!! وطلب منها القدوم لتسلم شهادته، وبالمقابل طلب منها أن تبيعه سيارتها بالتقسيط ويمدها 15 مليون سنتيم دفعة أولية فرفضت حسب تصريحها، وانتقلت إلى مقر فرع الديوان بالقبة للأستفسار عن الموضوع، ففاجأها مدير الفرع بعدم نجاح ابنها، وهنا اتصلت ب(أ.سمير) الذي قال لها "شهادة نجاح ابنك سوف تتسلمينها مهما كانت الظروف" وبالفعل فقد زورها وسلمها لها ببرج البحري، والغريب أن شهادة الطالب تحمل نفس رقم شهادة شقيقته التوأم، وهنا طلبت توضيحا من سمير فطلب منها عدم اطلاع أحد على الأمر، لكنه عاد وتهجم عليها، وعليه قصدت مقر مديرية التربية والتعليم لتلتقي مجددا ب(لزهر) وأخبرته بالموضوع، فطمأنها بأنه سيسجل ابنها بالجامعة عن طريق أحد معارفه، لكن الوالدة قررت الذهاب إلى مديرية التربية والتعليم مقاطعة الجزائر شرق وهناك التقت الوزير صدفة فأطلعته على الموضوع.