أقدم شاب، يدعي "ب. ب"، 27سنة، على ذبح والدته، "ب. ح"، 54سنة، وأخته، "ب. س"، 30 سنة، من الوريد إلى الوريد، قبل أن يفصل رأسيهما عن جسديهما، في جريمة وقعت بمدينة شلالة العذاورة التابعة لولاية المدية، حيث وقعت الجريمة في حدود السابعة مساء. انتشر خبر الجريمة كالنار في الهشيم وسط سكان المنطقة، الذين توافدوا بأعداد كبيرة، على حي القطب الحضري بالمخرج الشرقي للمدينة، أين يقع المنزل الذي حدثت فيه الفاجعة. وما زاد من هول الصدمة؛ طبيعة الجاني المفترض، المعروف بأخلاقه واتزان عقله وخصاله الحميدة والتزامه بممارسة الرياضة ومواظبته على الصلاة بالمسجد. وهو يملك محلا لبيع العصافير. كما عرف الجاني برعايته الفائقة لوالدته وأخته، اللتين كانت نهايتهما على يده، في جريمة تعود إرهاصاتها إلى إصابة الجاني قبل يومين من الحادثة باضطرابات نفسية، أرجعها البعض إلى إصابته ب "مس من الجن"، حيث لوحظ تغير كبير في سلوكاته. كما انتقل يوم ارتكابه الجريمة، إلى مسجد بوسط المدينة لأداء صلاة الظهر، واقترب من الإمام وطلب منه السماح له برفع الأذان، قبل أن تبدر عنه حركات وأقوال غريبة. كما حاول الانتحار في نفس اليوم ومنعه مواطنون. وقبلها وفي صبيحة اليوم ذاته؛ رافق أخته الثانية كعادته إلى محطة المسافرين، كي تتنقل إلى مدينة البويرة، التي تتابع فيها دراستها الجامعية، ولم تكن هذه الأخيرة تدري بأنها ستعود لتجد أمها وأختها غادرتا الدنيا.. وبأيّ طريقة؟ وعلى يدي من؟ وفي حدود السابعة مساء، كان الجاني بمعية أمه وأخته وحدهم بالمنزل، علما بأن والده مهاجر، وله أخ يعمل بالجنوب. وساعتها قام الجاني بتعنيف الضحيتين بشدة، ما جعل أخته تلجأ إلى الاتصال بالشرطة على الرقم الأخضر، حيث تم توجيه عناصر من أمن دائرة شلالة العذاورة إلى المنزل. وعند قدوم الشرطة طرقوا الباب من دون أن يفتح لهم أحد، وكانوا يسمعون قراءة القرآن الكريم من داخل البيت، وقام رجال الشرطة بالاتصال بمركز التوجيه للتأكد من العنوان. وبعدها عاودت الشرطة القدوم إلى المنزل مرفوقة بخال المتهم. وبالمنزل وجدوا خالا ثانيا للمتهم برفقة راق شرعي وهما يغادران المنزل. وكان الخال الثاني قد قصد بيت أخته رفقة راق كي يتعامل مع حالة ابنها التي ساءت مثلما أشير إليه سابقا، غير أن الجاني كان ساعتها قد ارتكب جريمته، بل وحاول استدراج خاله إلى غرفة داخل الشقة، غير أن هذا الأخير انتبه لأن ابن اخته يحمل سكينا يقطر دما، ما يدل على أنه يضمر شرا، فسارع إلى المغادرة رفقة الراقي، ما حال- على ما يبدو- دون وقوع ارتفاع حصيلة الجريمة. وحين دخلت الشرطة الشقة، وجدت في مسرح الجريمة جثتي الأم وابنتها مقطوعتي الرأس، ولقيت صعوبة بالغة في السيطرة على الجاني، الذي أبدى مقاومة شرسة، وكان في حالة هستيرية، فضلا عن كونه من ممارسي رياضة كمال الأجسام. وهرعت إلى الموقع مصالح الحماية المدنية، والشرطة العلمية، ووكيل الجمهورية لدى محكمة عين بوسيف، لاستكمال إجراءات التحقيق ونقل ضحايا الحادثة إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى عين بوسيف. وعلمت "الشروق" بأنه تعذر أمس التحقيق مع الجاني، نظرا إلى الحالة الهستيرية التي كان عليها، وبدا عليه جليا عدم اتزان عقله. وأفاد عدد من معارفه بأنهم لم يتعرفوا على صوته، ما أعطى تأويلات غيبية للواقعة، في انتظار ما ستفضي إليه نتائج التحقيق في القضية. وقد ولدت الحادثة أسفا كبيرا وسط سكّان شلالة العذاورة الذين أبدوا تضامنا كبيرا مع العائلة في مصابها، وتنقلوا بأعداد كبيرة إلى منزل العائلة.