10 أيام من الجوع والمعاناة انتهت بمطاردة بوليسية بميناء الاسكندرية مثل أمس أمام محكمة الجنح سيدي أمحمد شابان من العاصمة ليحاكما عن تهمة الركوب السري ومغادرة التراب الوطني بطريقة غير شرعية والدخول لباخرة دون وجه حق. والطريف في القضية المعروفة بقضية "الحراڤة" أن الشابين اللذين كانا ينويان الحرڤة باتجاه أوربا وبعد عشرة أيام قضياها في عرض البحر مختبئين في الباخرة وجدا أنفسهما في مصر، وكم كانت خيبة أملهما كبيرة حين باءت رحلة الأحلام بالفشل في أحد الموانئ المصرية. وبعد مطاردتهما من قبل بعض المصريين في الميناء، لاذ الشابان الجزائريان بالفرار - حسب تصريحاتهما في المحكمة - ليتمكنا من العودة على متن نفس الباخرة للجزائر وبعدها أحيلا للمحاكمة أمام محكمة الجنح سيدي أمحمد عن تهمة الركوب السري، وفي هذا المقام التمست في حقهما ممثلة الحق العام عقوبة عام حبسا نافذا. جلسة المحاكمة التي شدت انتباه الجميع عرفت أول اعتراف لحراڤة أثناء المحاكمة، حيث شرح الشابان سمير وسيد علي بكل عفوية وسردا تفاصيل الرحلة للقاضي، التي كانت بداية من شارع بلوزداد، حيث اتفق الشابان على "الحرڤة" باتجاه أي بلد أوربي، وهذا عن طريق ركوب أول باخرة ترسو بالميناء، وبعد الترصد والانتظار اشتريا محفظة ظهر ومعجون تمر الغرس وحلويات من نوع "كابريس" لتكون زادهما في الرحلة الطويلة التي لا يعلمان كم ستدوم، وبعدها تسللا إلى داخل ميناء الجزائر بحذر حتى لا يراهما الحراس، وتمكنا أخيرا من الصعود إلى الباخرة التي ظناها متجهة إلى أوربا، خاصة لما شاهدا طاقمها الأجنبي. وبعد عشرة أيام قضياها على متن السفينة وكاناا يأكلان تمر الغرس والكابريس رست أخيرا بالميناء ولم يكتشف أمرهما، لكن الصدمة كانت بالميناء أين اتضح أنهمت في مصر، فعاد الشابان خائبين بعد مطاردة المصريين لهما. واستفاقا من الحلم في السجن وبقاعة المحاكمات أمس، أين طلبا من القاضي مسامحتهما قائلين "نريد العيش في بلدنا ولن نعيدها ثانية"، أما القاضي الذي استغرب كثيرا لحكايتهما قائلا "ماذا لو تم إلقاء القبض عليكما، فكيف سيكون مصيركما؟"، فرد أحدهما: "ماعندناش الزهر.. أردنا الذهاب لأوربا فوجدنا أنفسنا في مصر". وتم تأجيل الحكم إلى الأسبوع المقبل.