ابتكر بعض اللصوص طرقا وحيلا لا تخطر على بال أحد في سبيل الوصول إلى ضحاياهم والاستيلاء على أغراضهم وأموالهم، فبعد أن كانت اعتداءاتهم على الأشخاص في الطرقات والشوارع، هاهم يصلون إلى البيوت معتمدين على النساء، ليسلبوا ضحاياهم كل ما يملكون في عقر دارهم، حيث وقع بعضهم فريسة سهلة لهؤلاء المحتالين فيما تفطن البعض الآخر لحيلهم ونجوا من قبضتهم بأعجوبة. تتكرر حوادث اعتداءات السرقة يوميا في الشوارع والطرقات، حيث لا يكاد يمر يوم دون أن نسمع عن تعرض فتاة لسرقة حقيبتها أو مجوهراتها في محطة الحافلات أو إصابة شخص بضربات سكين في السوق في سبيل الاستيلاء على محفظة نقوده أو غيرها من الحوادث التي صارت تطبع يوميات الجزائريين، وبما أن السارق الذي يعتدي على ضحاياه في الطريق وسط الناس يعرض حياته للخطر إذا ما تم القبض عليه، ابتكر بعضهم طرقا جديدة للاستيلاء على أغراض الناس في بيوتهم دون الاضطرار لاستعمال القوة حسب روايات جمعناها من مختلف المدن الجزائرية، والتي استعان فيها أفراد العصابات بالفتيات لتسهيل مهمتهن.
فتاة تدعي أن أهل زوجها طردوها بعد منتصف الليل في إحدى الولايات الشرقية حذّر المواطنون من فتاة تقصد البيوت بعد منتصف الليل مدعية أن أهل زوجها قاموا بطردها، وقد تفطن الكثيرون لحيلة هذه الفتاة، حيث روت لنا إحدى السيدات أنها كانت تبكي أمام بيت الجيران وتطرق الباب، إلا أنهم رفضوا فتحها ليروا في كاميرات المراقبة أنها بعد أن قطعت الأمل استقلت سيارة من نوع "كليو" كان يركبها شابان آخران، وبعد الاستقصاء تبين أن تلك الفتاة تعمل كطعم لاستدراج ضحاياها وإثارة شفقتهم، وقد سبق وأن استولت على مجوهرات سيدة رفقة بناتها بعد أن انطلت الحيلة عليهن.
بائعة "مواد التنظيف" مزيّفة كادت أن تقتل عجوزا كادت إحدى المسنات في إحدى قرى ولاية البويرة أن تفقد حياتها على يد فتاة وعصابتها، حيث طرقت هذه الفتاة باب العجوز مدعية أنها تبيع مواد تنظيف، وعند دخولها حاولت أن تخنق السيدة التي بدأ كلبها في النباح بمجرد أن أحس بحركة غير طبيعية في بيت صاحبته، وهنا تدخل الجيران لتلوذ الفتاة بالفرار من الباب الخلفي مستقلة سيارة يقودها أحد أفراد العصابة.
تدعي أنها تأخرت عن الالتحاق ببيتها وتطلب إيواءها وفي إحدى ولايات الوسط اقتربت إحدى الفتيات من مجموعة شبان يجلسون في المقهى، مخبرة إياهم أنها تأخرت عن الالتحاق ببيتها وقد حل الليل وطلبت منهم المبيت عند عائلاتهم حتى الصباح، وبالرغم من محاولاتهم إيصالها لبيت أهلها إلا أنها قالت إن والدها صعب المراس، ومن الأفضل أن لا تدخل ليلا إلى البيت وستتصل لتخبرهم أنها تبيت عند صديقة، وبعد أن أخذها أحدهم عند والدته وشقيقتيه، اللواتي رحبن بها وأكرمنها ليكتشفن في اليوم الموالي مغادرة الفتاة للبيت قبل طلوع النهار واختفاء بعض مجوهراتهن.