شلّت مصالح الدرك الوطني بتيبازة، نشاط عصابة خطيرة يقودها مسبوق قضائيا من بلدية بورفيفة، نفذ رفقة شركائه مخططا يستهدف النساء العوانس، من خلال استدراجهن نحو أماكن خالية من طرف رأس العصابة والاستيلاء على مجوهراتهن. ابتكر رئيس العصابة ''ب.ز''، 40 سنة، طريقة جديدة للسرقة والابتزاز، إذ يربط علاقات عن طريق الهاتف مع نساء عوانس، يعدهن بالزواج ويطلب منهن الخروج معه للحديث عن مواضيع تخص الخطبة، في حين يتفق مع أفراد عصابته على أماكن محدّدة، تكون مسرحا لهجوم ينتهي بسلب النساء جميع مجوهراتهن وهواتفهن، ثم تمضي العصابة وتتركه ''ضحية'' اعتداء رفقة الضحايا اللواتي لا يتفطنّ للسيناريو. واستمرت العمليات في مناطق متفرقة من تيبازة إلى غاية الأسبوع الماضي، حيث خرج المتهم ''ب.ز'' رفقة فتاة من حجرة النص على متن سيارة من نوع شفروليه، وقصدا الطريق الوطني رقم 42 المؤدي نحو حمام ريغة. وفجأة، ركن سيارته ثم توغّل نحو غابة ''الفرنان''، أين تظاهر بقضاء الحاجة. وبعد لحظات، تعرّضت الفتاة التي كانت داخل السيارة إلى هجوم من طرف ثلاثة ملثمين يحملون أسلحة بيضاء، سلبوها جميع مجوهراتها ومبلغا ماليا وهاتفها المحمول، ثم لاذوا بالفرار. وكانت العصابة قد نفذت قبلها بأيام فقط عملية مماثلة قادها ''ب.ز''، بعدما نقل امرأة، 39 سنة، من حجوط على متن سيارته نحو شاطئ صخري في عين تافورايت، تعرّضت لهجوم بنفس الطريقة التي تتركه كضحية في نظر النساء الضحايا، بالنظر لبراعته في تمثيل دور الضحية. من جهتها، باشرت فرقة الدرك الوطني بمرّاد تحقيقا في شكوى تقدمت بها الضحية الأولى ''ج.ع''. وبفضل استغلال تقنيات سجل المكالمات التي جرت بينها وبين قائد العصابة، تبيّن أنه اتصل بثلاثة أشخاص في نفس الوقت الذي تعرّضت فيه للهجوم. وبعد استدعائه، تقدم إلى الفرقة أين تعرّفت عليه الضحية ونادته باسمه المستعار. وبعد تكثيف التحقيقات، تم التوصل إلى هوية شركائه في الجرائم المتعدّدة، حيث ألقي القبض على شخص آخر تعرّفت عليه إحدى الضحايا التي تعرّضت لهجوم في عين تافورايت، ثم عثر في منزله على أقراط وأساور ذهبية، فيما لا يزال البحث جار عن الآخرين.