شاركت الجمعية الثقافية "ولد عبد الرحمن كاكي" لولاية مستغانم، ضمن فعاليات التظاهرة الثقافية التي نظمتها ولاية باتنة على مدار 3 أيام احتفاء بمئوية ميلاد البطل الشهيد "مصطفى بن بولعيد" (1917-1956)، حيث قدم أحفاد المسرحي "ولد عبد الرحمن كاكي" في سهرة فنية مميزة على ركح المسرح الجهوي لمدينة باتنة عملا مسرحيا تحت عنوان "اشهد يا تاريخ" وهو مسرحية غنائية، مزجت بين المسرح والشعر والغناء فضلا عن استخدام تقنية الفيديو في سياق تاريخي يعرج على أهم المحطات التاريخية في نضال وكفاح الشعب الجزائري طيلة 132 سنة من الاستعمار الفرنسي الغاشم. وتابعت الوفود الرسمية يتقدمها طاقم وزاري ممثلا في وزير المجاهدين الطيب زيتوني ووزير التعليم العالي والبحث العلمي، الطاهر حجار إلى جانب وزير السياحة، عبد الوهاب نوري ووزيرة التضامن الوطني وقضايا الأسرة، مونية مسلم، فضلا عن الحضور المميز لأعضاء الأسرة الثورية لمنطقة الأوراس التاريخية وكذا حفيدة الشهيد مصطفى بن بولعيد وكذا أمين عام منظمة أبناء الشهداء الطيب الهواري وسلطات ولاية باتنة. استعرضت ملحمة "اشهد يا تاريخ" التي كتب أبياتها الشعرية الشاعر الشعبي المخضرم عبد القادر عرابي وأخرجها ركحيا المخرج عبد الله بصغير، بينما عاد التركيب الموسيقي للفنان المبدع الشيخ محمد أمين، طيلة ساعة من الزمن الركحي، أبرز المحطات التاريخية لنضال الشعب الجزائري إبان الفترة الاستعمارية منذ 1830 إلى غاية 1962 من خلال الاعتماد ركحيا على عنصر الفرجة عبر تركيب فني عبارة عن اقتباس لأهم مشاهد مسرحية "132 سنة" وامتزجت لغة الشعر الملحون من أداء الشاعر عبد القادر عرابي مع المقاطع والإيقاعات الموسيقية لفرقة الجوقة الحاضرة التي أدت أناشيد وطنية وثورية خالدة من أداء المطربة آمال بغدادي، خريجة مدرسة ألحان وشباب. كما كان لحضور الشخصية المحورية في العرض ممثلة في شخصية "المداح" من أداء الفنان رشيد جرورو، المدير الفني للمسرح الجهوي الجيلالي بن عبد الحليم، وقعها الخاص على جمهور المسرح الجهوي، حيث نقل المداح المتفرج عبر محطات تاريخية من نضال الشعب الجزائري انطلاقا من حادثة المروحة التي شكلت ذريعة بالنسبة للفرنسيين لغزو الجزائر، انتقالا إلى المقاومة من خلال الانتفاضات الشعبية التي قادها شيوخ القبائل كالأمير عبد القادر والشيخ بوعمامة وفاطمة نسومر، وصولا إلى ميلاد الحركة الوطنية، خاصة مع بزوغ نجم البطل الشهيد مصطفى بن بولعيد كأحد أهم القيادات التاريخية بفضل حنكته ودهائه في التخطيط الثوري.