يقوم إيمانويل ماكرون المرشح المستقل للانتخابات الفرنسية، يومي الاثنين والثلاثاء، بزيارة إلى الجزائر يلتقي خلالها بعدة مسؤولين بينهم الوزير الأول عبد المالك سلال، لبحث وضع العلاقات بين البلدين وكذا التحديات التي تواجهها منطقة المتوسط . ونقلت وسائل إعلام فرنسية عن مستشاري ماكرون الذي تضعه استطلاعات الرأي كأحد المرشحين الأوفر حظا في الانتخابات الرئاسية أن "الجزائر محطة محورية في سباق الانتخابات بسبب علاقاتها التاريخية والاقتصادية والتجارية مع فرنسا". ووفق ذات المصادر "فإن هذه الزيارة تأتي في إطار برنامج إمانويل ماكرون، الذي ينوي وضع سياسة متوسطية وعربية في قلب العمل الدبلوماسي الفرنسي". كما يدعو ماكرون إلى الاعتماد على الجزائر ومصر، كدولتين محوريتين في أي تحرك أوروبي باتجاه الأزمة في ليبيا، وحتى في مسألة معاجلة ملف الهجرة غير الشرعية. وسيبحث ماكرون وهو وزير اقتصاد سابق بالجزائر وفق مستشاريه وضع العلاقات الثنائية مع كل من الوزير الأول عبد المالك سلال ووزير الخارجية رمطان لعمامرة، إلى جانب وزير الصناعة عبد السلام بوشوارب، ويلتقي الجالية الفرنسية كما ينتظر أن يزور مقام الشهيد بالعاصمة، في خطوة رمزية تجاه شهداء الثورة التحريرية . ولا تختلف مواقف ماكرون تجاه التاريخ الإستعماري لفرنسا في الجزائر، كثيرا عن مرشحي اليمين مثل فرانسوا فيون، حيث أدعى في حوار مع مجلة "لوبوان" الفرنسية شهر نوفمبر الماضي، أنه "في الجزائر كان هناك تعذيب، ولكن أيضا ظهور دولة وثروات وطبقات متوسطة، هذه حقيقة الاستعمار لقد كانت هناك عناصر للتحضر وأخرى للوحشية". ويعد ماكرون ثالث مرشح للرئاسة الفرنسية يزور الجزائر، بعد ألان جوبي (يمين) وأرنولد مونتبرغ (يسار) وأقصيا في الإنتخابات التمهيدية. وإيمانويل ماكرون، تصفه وسائل إعلام فرنسية، بالنجم الصاعد في السياسة الفرنسية وهو وزير الاقتصاد الفرنسي السابق (2014-2016)، الذي تحول إلى ظاهرة سياسية منذ استقالته من منصبه الوزاري في شهر أوت 2016 ليؤسس حركة "إلى الأمام. ويعتقد مراقبون أنه يمثل تيارا وسطا بين اليمين واليسار في فرنسا. ويصف اليمينيون إيمانويل ماكرون ب"العميل"، ويرون فيه المنافس الأشرس والذي يمكن أن يشكل عقبة أمام وصول فرانسوا فيون إلى سدة الحكم. أما الحزب الاشتراكي فلقبه ب"بروتوس جديد"، ذلك السياسي الفيلسوف الذي شارك في قتل الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر عام 44 قبل الميلاد، رغم أنه هو الذي صقل مسيرته ومنحه كل النعمات والخيرات حتى أن فرانسوا هولاند لمح إليه سابقا بأنه "خان" ثقته فيه.