أقدم ليلة الخميس، في حدود الساعة منتصف الليل، شاب في الثلاثين من عمره، يدعى مسعود.م، يقطن بحي سيدي مبروك الأسفل على الانتحار حرقا، بسكب البنزين على جسده، ومن ثم إشعال المادة المحترقة، التي قضت عليه في عين المكان، وأتت نيرانها على كامل المنزل، لتدعه رمادا بالكامل، ولقد تدخلت مصالح الحماية المدنية في ساعتها، لإخماد الحريق، الذي لولا المجهودات الجبارة لرجال الوحدة الخاصة للحماية المدنية، والذي كلفها أربع ساعات متواصلة من العمل، لامتد الى المنازل المجاورة وخاصة المسجد الملاصق لمنزل الضحية، كما شوهد إنزال أمني كبير، بمكان الحريق، من طرف مصالح الأمن الوطني، التي فرضت طوقا أمنيا محكما لتسهيل عملية الإطفاء وإجلاء سكان المنزل وسط تواجد كبير لسكان الحي المصدومين لما أقدم عليه إبن الحي مسعود. ويعاني الشاب المنتحر المدعو مسعود.م من اضطرابات نفسية، قال بعض جيرانه أنها ناجمة عن ضغوطات اجتماعية من بطالة ويتم، جعلته يعيش عزلة ووحدة مؤخرا – حسب جيرانه وسكان الحي- فقد فقد منذ الصغر والدته ويعيش رفقة أبيه وزوجة أبيه وأشقائه الأربعة، وهو لا يمارس أي عمل منذ أن توقف عن الدراسة في الثانوية، ومن المرجح أن تكون هذه العوامل سببا رئيسيا أدت إلى إقدام الشاب على هذا العمل الذي خلف حالة من الاستياء وسط سكان الحي عموما وجيران الضحية خاصة، الذين تأسفوا لهذه النهاية المأساوية لشاب في مقتبل العمر أنهكته مشاكل الحياة.