أقدم شاب ليلة أول أمس على إحراق نفسه ببلدية مجانة الواقعة في المدخل الشمالي لولاية برج بوعريريج بعد أن سكب كمية من البنزين على جسده واضعا بذلك حدا لمعاناته مع الفقر والبطالة. عاشت بلدية مجانة ليلة أول أمس، حالة استنفار بعد أن قام الشاب عبد الحفيظ بإضرام النار في جسده احتجاجا على ظروفه الاجتماعية. وقد شوهد الضحية، حسب شهود عيان، منزويا في منطقة مظلمة قرب مدرسة ابتدائية في المخرج الجنوبي للبلدية حوالي الثامنة والنصف ليلا، وهو يحمل دلوا، قبل أن ينعزل عن الأنظار ويشعل النار في كومة من الحطب، ليقوم بعدها بصب البنزين على نفسه فهرول نحو الحي السكني المجاور لمكان الحادث، وسقط فوق مساحة ترابية بجوار الطريق الوطني .106 وسعى الشباب المتواجد في محيط الحادث لنجدته، لكن بعد فوات الأوان. وحسب بعضهم، فقد كان يردد (وين الخدمة.. وين السكن) كما طلب من بعضهم أن يبلغوا اعتذاره لوالدته. ورغم التدخل السريع للحماية المدنية ونقله إلى مستشفى مجانة، إلا أن حالته كانت خطيرة. و تحركت السلطات المحلية وتنقل رئيس الدائرة والبلدية إلى المستشفى وسط حضور مكثف لسكان الحي ورفاقه المصدومين. وحسب مصدر من المستشفى فقد أمر الوالي بتحويله إلى مستشفى قسنطينة ليلفظ الضحية أنفاسه الأخيرة حوالي الثالثة والنصف من صباح أمس. وفي ردهم، عبّر شباب الحي من معارفه عن صدمتهم، مؤكدين أن عبد الحفيظ شاب مرح يلقب بالزهواني، رغم انه من عائلة تتكون من 11 فردا يعانون من مشكل السكن، وتعيش العائلة في ظروف اجتماعية صعبة، وسبق لوالده أن طلب إعانة سكن ريفي تحصل عليها ثم تنازل عنها مفضلا طلب سكن اجتماعي، فيما يعاني إخوته الثلاثة من البطالة. وسبق لأخيه الأكبر أن تعرض لحادث احترقت خلاله أطرافه السفلى، فيما اعتصم شقيقه الثاني في السنة الماضية طالبا لسكن اجتماعي، اما الضحية فقد اشتغل في ورشات البناء. وفي محاولة لمعرفة ملابسات الحادث وأسبابه، اتصلنا برئيس الدائرة الذي أكد انه لا يعلم الوضع الاجتماعي للضحية كونه حديث التعيين بالدائرة. مضيفا انه لم يجد أي طلب للسكن الاجتماعي ولا أي ملف خاص به، بينما أوضح رئيس المجلس البلدي علمه بانشغالات أسرته. مشيرا إلى حصول والده على الإعانة المخصصة للسكن الريفي في قرية المشرع. وفي رده أوضح والي الولاية أنه أصدر أوامر للتكفل بالضحية وأسرته فور الحادث المؤلم، مؤكدا أن كل الإجراءات اتخذت للتخفيف عن أسرة الضحية والتكفل بها. وقد شيعت جنازة الفقيد وسط حضور كبير لرفاقه وسكان البلدية والسلطات المحلية.
