عائلة بكاملها كادت تفقد حياتها غرقا بعد انقلاب القارب أحبطت عناصر حرس السواحل بالغزوات في تلمسان، ليلة الجمعة إلى السبت محاولة إبحار غير شرعية عقب رصد قارب في عرض البحر، كان يحمل على متنه حوالي 20 حراقا انطلقوا في ساعة متأخرة من الليل بغرض الوصول إلى الضفة الأخرى سرا. لكن المثير للانتباه في هذه الرحلة، أنه يوجد من بين ال 20 شخصا من ولاية تلمسان، 6 نساء من أعمار مختلفة، ومعهن ثلاثة رضع، تمت المغامرة بهم في محاولة فاشلة للوصول إلى الضفة الأخرى من المتوسط، إلا أن معلوماتنا الأولية تشير إلى أن أغلب الحراقة من وسط مدينة تلمسان وآخرين من ولاية مستغانم، بينهم عائلة تتكون من شخص وزوجته رفقة ابنيهما اللذين تتراوح أعمارهما بين 11 شهرا و6 سنوات، كانوا ضمن الرحلة التي أشارت مصادرنا إلى أنهم انطلقوا من شاطىء بني خلاد بدائرة هنين شرق ولاية تلمسان. وذكرت نفس المصادر أن الزورق المطاطي الذي كانوا يبحرون به تعرض إلى ثقب مما جعلهم يواجهون خطر الموت أمام ارتفاع الأمواج، حيث أنقذهما بحاران من المنطقة قبل أن تتدخل وحدات حرس السواحل التي أنهت كابوسهم المرعب. للإشارة، فإنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها القبض على نساء ضمن قوافل الحراقة بغرب البلاد، فقد شهدت العديد من العمليات، توقيف نساء بينهن حوامل، وغالبا ما كانت هجرتهن تتم بهدف الولادة في الضفة الأخرى، من أجل إثارة عواطف الجانب الاسباني في عدم سجنه أو إبعاده لامرأة حامل أو أم رفقة أطفالها الرضع. وكانت فرق حراس السواحل قد ألقت القبض قبل أشهر قليلة على نساء ضمن شبكة حراقة، حيث اعترفت بعضهن أنهم قمن ببيع حليهن من أجل ضمان ثمن الرحلة التي تتراوح في الغالب بين 8 و10 مليون، ناهيك عن ضبط امرأة ورضيعها في إحدى الرحلات بوهران قبل أسابيع قليلة أيضا. و يشار أيضا إلى أن منطقة الغزوات الساحلية والمناطق المحيطة بها قد عرفت في المدة الأخيرة تراجعا في عدد محاولات الحراقة، بسبب تشديد إجراءات الرقابة من طرف حراس السواحل، ما جعل العديد منهم يلجأون إلى الطرق الأخرى المتمثلة في التسلل برا نحو المغرب، ثم الانطلاق من أحد شواطئه هناك. تجدر الإشارة إلى أن ساحل الغزوات وبيدر وكل الناحية الغربية من الوطن شهدت في السنتين الأخيرتين تقلصا كبيرا في مغامرات الحرقة لسببين رئيسيين، يتمثل الأول في نجاح حرس السواحل بعد تدعمهم بأجهزة رادار جد متطورة تمكن من تغطية كل سواحل ولاية تلمسان، إذ يستحيل أن تستطيع أي مركبة الإبحار دون أن ترصدها أجهزة المراقبة، كما أن محكمة الغزوات بأحكامها الإبتدائية المشددة التي وصلت إلى 6 سنوات بحق الحراقة أثنت مهربي البشر والساهرين على تنظيم رحلات الموت من إعادة الكرة خاصة وأن المجموعة الولائية للدرك الوطني بتلمسان نجحت خلال السنوات الأخيرة من تفكيك عدة شبكات بمغنية والرمشي وتلمسان كانت تختص في تنظيم رحلات الموت نحو الجنة الموعودة وهي كلها عوامل مجتمعة جعلت الحراقة يتحولون إلى شواطئ مستغانم وعين تموشنت.