علّق رئيس بلدية سيدي سليمان عبد القادر قسمي، الذي تعرّض لاعتداء خطير، بعد أن أقدم شاب على رشّه بسائل "الديليون"، مع إضرام النار في جسده، الثلاثاء، على الحادثة في تصريح خص به "الشروق" بالقول: "أنوكل ربي عليهم". "الشروق" تنقلت إلى مستشفى برج بونعامة في تيسمسيلت، حيث تحدثت إلى رئيس بلدية سيدي سليمان، عبد القادر قسمي، مباشرة بعد عودته السريعة من مصلحة معالجة الحروق بالدويرة في العاصمة، وهي المصلحة التي فضلت عدم الإبقاء عليه بحجة عدم وجود سرير شاغر، حيث يرقد حاليا بمصلحة الجراحة في مستشفى برج بونعامة. ولدى سؤال "الشروق" للضحية عن وضعه الصحي وعن عملية الاعتداء التي تعرض لها، صرّح قائلا: "نوكل ربي عليهم"، في إشارة منه إلى منفذ الجريمة، وأطراف أخرى لم يشر إليها بالاسم، أرادت حسبه، النيل منه ومن سمعته، وهي فتنة تغذى من الداخل لجر البلدية إلى الفرقة والعنف. وأضاف أن مثل هذه التصرفات، هي دعوات هدامة إلى التحريض من الخصوم ضد الاستقرار، وإلى شق صف المواطنين والدعوة إلى ارتكاب أفعال جرمية دخيلة على مجتمعنا. وبالعودة إلى الواقعة، فإن رئيس البلدية تعرض قبل يومين لاعتداء جسدي أمام مقر البلدية من طرف شاب، يشتغل حلاقا بذات البلدية، لم يتوان في رش المير بمادة "الديليون" سريعة الالتهاب، وإضرام النار في جسده ما أدى إلى إصابته بحروق من الدرجة الثانية في الوجه والرقبة واليدين. وكانت النيران قد التهمت جميع ملابسه. ومن حسن حظه أن نائبه الأول عبد القادر بوضياف، وعضوا آخر بالمجلس الشعبي البلدي كانا بجواره وقاما بإطفاء النار المشتعلة في جسده مع إبلاغ مصالح الحماية المدنية التي قامت بنقل الضحية إلى مستشفى برج بونعامة، ومنه إلى مصلحة معالجة الحروق بالدويرة، نظرا إلى خطورة حالته الصحية. هذا الشاب، وفقا لتصريحات عبد القادر بوضياف، نائب رئيس بلدية سيدي سليمان، نفذ فعلته هذه احتجاجا على قرار لجنة البناء والتعمير على مستوى البلدية القاضي بتوقيف أشغال البناء التي يقوم بها على قطعة أرض تابعة للوكالة العقارية بذات البلدية دون رخصة وبطريقة مخالفة للقانون.. قرار لم يهضمه المتهم ودفع به الأمر في لحظة غضب إلى ارتكاب فعل هز أركان البلدية وجلب اهتمام المواطنين ببلدية سيدي سليمان. وتم توقيف الجاني وتقديمه أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة برج بونعامة.
"المير" في خطر ما لم يحول إلى مصلحة مختصة وأكدت ابنة المير، وهي طبيبة بأحد مستشفيات الولاية، على ضرورة نقل والدها إلى مستشفى الدويرة، نظرا إلى خطورة حالته الصحية، متسائلة في نفس الوقت عن السبب الكامن وراء عدم الإبقاء عليه داخل مصلحة معالجة الحروق بالدويرة التي نقل إليها قبل يومين، مباشرة بعد الحادثة، وكانت المصلحة، حسبها، قد تحججت بعدم وجود سرير شاغر، واصفة الأمر بالخطير، في حالة بقائه على هذه الحال وعدم تحويله إلى مصلحة مختصة للعلاج في أسرع وقت ممكن. ونظم عمال وموظفو بلدية سيدي سليمان، الثلاثاء، وقفة احتجاجية للتنديد بالاعتداء، الذي تعرض له رئيس المجلس الشعبي البلدي عبد القادر قسمي، موضحين في بيان موجه إلى أكثر من جهة أن مثل هذا التصرفات ليست من شيم أهل المنطقة وليست من مظاهر التحضر أو السلوك الإنساني، ودعا المحتجون إلى التحلي بالأخلاق الحميدة والذهاب إلى حل المشاكل بالطرق السلمية بعيدا عن جميع أشكال العنف والتطرف.
مرتكب الاعتداء يسلّم نفسه وأفادت مصادر محلية على اطلاع بجريمة محاولة القتل التي تعرّض لها أمس الأول رئيس بلدية سيدي سليمان في تيسمسيلت، بأن المتهم الرئيس وهو شاب في الثلاثينيات من عمره لاذ بالفرار فور تنفيذه فعلته، يكون سلّم نفسه إلى مصالح الدرك الوطني، التي باشرت معه إجراءات التحقيق الأمني، قبل تقديمه إلى الجهات القضائية على مستوى محكمة برج بونعامة.