بين الجبال والرمال والهضاب والوديان والشلالات والواحات والبحيرات، ووسط بيئة صحراوية خالصة، جعلتها منطقة جذب سياحي لهواة المغامرات وعشاق الصحراء، فتنفرد المحافظة بظروف مناخية تتيح لزوارها من الأجانب والجزائريين الاستمتاع بالطبيعة، وتجعلهم يعيشون لحظات لا تنسى وسط خيمة بدوية تروي قصص أجيال مرت وتمر عبر جنبات أعماق صحراء بسكرة. ...قد لا يعلم الكثيرون تنوع تضاريس وجغرافية صحراء بسكرة، حيث تتزاوج فيها الطبيعة العذراء والواحات الجميلة، لتجمع رمال الصحراء ببحريات وشلالات تجذب النفوس وتسحر الناظرين، في صورة يسبّح الخلق لحسن صناعة الخالق. سيارات "جيب" رباعية الدفع.. وتنطلق المغامرة "الشروق" عاشت مغامرة حقيقية على متن مركبات "جيب" التي تعود للجيش الاستعماري، وتم صيانتها ووضعها حيز الاستغلال لنقل السياح إلى شساعة صحراء بسكرة عبر محور أولاد جلال، واستمتعت بمختلف المناظر الخلابة، حيث يتزاوج سحر الرمال وعذوبة المياه وخضرة الواحات ومتانة الصخور، لترتسم في الأخير لوحة فنية رائعة الجمال وسط غروب شمس نادر الوقوع إلا في صحراء الجزائر. بداية الرحلة كانت في حدود الساعة الثامنة صباحا.. حيث توجهت قافلة الجولة السياحية التي نظمتها وكالتا الأزهري وروتانا للسياحة والأسفار لفائدة الإعلاميين وأصحاب الوكالات بغرض التعرف عن كثب على جمال صحراء بسكرة وما تختزله من جمال كوني خارق، لا يوجد له مثيل في أي دولة من دول العالم.. انطلقنا عبر مركبات "جيب" مررنا عبر البوادي والوديان وبين الجبال والهضاب، في رحلة مغامرة اكتشفنا فيها روعة الجمال، حيث تسحرك بحيرة تامدة وتجبرك عنوة لقضاء لحظات رائعة بها، وتشكل الشلالات صورة جميلة تخال خلالها أنك في جنة من جنان الرحمان. مشاهد نادرة وشلالات وبحيرات في أعماق الصحراء ..توقفنا بعدها تحت ظلال خيمة موضوعة على مساحة مترامية الأطراف مزجت بين الخضرة والأشجار والحشائش والرمال والصخور، ويلتقي السياح ببساطة البدو الرحل وطيبتهم على الأنغام الفولكلورية والمأكولات التقليدية. إن مدينة بسكرة بها عديد المناطق التي تستهوي السائح الذي يحب المغامرة والاستمتاع بالطبيعة، ففي واحات وادي سبح وأولاد جلال والشعيبة، يجد السائح ملاذه في سياحة السفاري بالفرافرة، والصحراء البيضاء، حيث يستمتع السائح بالحياة البدائية ويعيش في جو يعتمد فيه على الطبيعة، فيجهز كل ما يحتاجه في رحلة السفاري من أكل ومياه، لأنه سيبعد عن الحياة المدنية، ويعيش بين الجبال. ولقد لقيت التجربة الأولى انبهار مسيري وكالات السياحة المحليين والأجانب، حيث عبر أغلبهم عن إعجابهم بروعة ما شاهدوه، ففي ذات الصدد اعترف صاحب وكالة أسفار تركية سامي أوغلو أن تجربة سفاري هذه التي عاشها بالجزائر تعد أفضل ما شاهده في حياته، مشيرا آن هذه التجربة ستكون بوابة لانتعاش السياحة الصحراوية والجزائرية على حد سواء، بينما عبر أصحاب الوكالات السياحية المحلية على غرار عبد الحق نايلي وأسماء مذكور عن إعجابهما بجمال الصحراء الجزائرية وتجربة سفاري ببسكرة، حيث قالا بشأنها أنها تجربة تستحق التنويه والإشادة وستسمح بإنعاش السياحة المحلية التي باتت أولوية بالنسبة للجميع. من جهته، أفاد صاحب المشروع معاطي لزهر صاحب وكالة الأزهري للسياحة، أن الهدف من رحلات سفري فسح المجال لمحبي المغامرة والسعي لإنعاش السياحة الصحراوية وإبراز المكوّنات السياحية الهائلة التي تتمتع بها المدينة من سياحة صحراوية وحمية علاجية، مشيرا أن رحلات سفاري عبارة عن جولة مغامرات لاستكشاف أعماق الصحراء، بينما، أفاد كمال دبشونة أن الوكالات ستعمل على وضع سعر معقول لهذه الرحلة الاستكشافية، وفي متناول الجميع والتي ستكون مفاجأة لكل الجزائريين الراغبين في الاستمتاع بجمال الصحراء، باعتبار أن التجربة هدفها تنمية السياحة المحلية لجلب السائح المحلي.