قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الأحد، إنّ المصري "رأفت الهجان" الذي اخترق المخابرات الإسرائيلية قبل ستة عقود، كان في الواقع "عميلا مزدوجا نشط بشكل أساسي لصالح الدولة العبرية، وأسهم في تمكين الكيان الصهيوني من الانتصار في حرب 1967! في تقرير كتبه "عوفر أدرات" معلق الشؤون الاستخبارية في الصحيفة المذكورة، نقلت الأخيرة عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إنّ "الهجان" (اسمه الحقيقي رفعت الجمّال) الذي أرسلته المخابرات المصرية إلى إسرائيل منتصف خمسينيات القرن الماضي تحت هوية اليهودي "جاك بيطون"، تمّ الكشف عنه واعتقاله، وتولى ضابط المخابرات الإسرائيلي "مردخاي شارون" التحقيق مع "الهجان" وعرض عليه إطلاق سراحه مقابل أن يعمل لصالح إسرائيل، فوافق المعني. واستنادا إلى ترجمة موقع "عربي 21"، أفيد أنّ "شارون" كان يطلب من "الجمال" (1 جويلية 1927 – 30 جانفي 1982)، تسويق "معلومات مضللة عن إسرائيل ونواياها للجانب المصري"، وزعمت "هآرتس" أنّ "شارون كان يستمع للحوار الذي كان يتم بين الجمال ومشغليه من المخابرات المصرية". وجرى التركيز على أنّ "المخابرات الإسرائيلية سعت لإقناع نظيرتها المصرية بصدقية معلومات الجمال"، لذا "أعطت استخبارات الكيان للجمال معلومات حقيقية حول موعد شنّ حرب 1956"، وذكرت: "الجمال أبلغ الجانب المصري بموعد شن الحرب قبل يوم فقط من اندلاعها حتى لا يكون بوسع الجانب المصري القيام باحتياطات تؤثر على مسار الحرب". وذهب الجانب الإسرائيلي إلى أنّ "تل أبيب" استغلت الثقة التي اكتسبها "الجمال" لدى المخابرات المصرية ف "زوّدته بمعلومات مضللة بشأن حرب 1967، وأكّد الجاسوس للمصريين أنّ إسرائيل لا تنوي استهداف سلاح الجو المصري، قبل أن تبدأ الحرب بضرب إسرائيل كل المطارات المصرية، ما مكّنها من تحييد حوالي 80 % من قوة سلاح الجو المصري". وأتى كشف "هآرتس" بعد أسبوعين عن مقتل "مردخاي شارون" (91 عاما) عندما كان يقود دراجة هوائية على شارع 531 بالقرب من مدينة "هرتسليا" شمالي تل أبيب، وأورد الإسرائيليون أنّ "شارون" قام بتصفية العميد "مصطفى حافظ" مدير الاستخبارات العسكرية المصرية في قطاع غزة عام 1956، وأورد "شارون" إنه نجح في تجنيد عميل على علاقة مباشرة ب "حافظ"، قام بإهدائه ترجمة كتاب "كفاحي" ل "هتلر" بغلاف متفجر، وانفجر الأخير إثر محاولة "حافظ" فتح الكتاب، علما أنّ الكيان اتهمّ "حافظ" آنذاك ب "المسؤولية عن تنظيم وإرسال خلايا فدائية لتنفيذ عمليات في العمق الإسرائيلي انطلاقا من قطاع غزة". "شارون" الملقّب "موتكا"، اشتهر بتجنيد العملاء من الفلسطينيين والعرب، وعرف كيف يزرع هؤلاء في جمع المعلومات عن العالم العربي؛ علاوة على استخدام عملاء مزدوجين في تضليل الدول العربية، وتعامل "شارون" بأسماء عربية مستعارة مثل "مراد" و"أبو رياض"، ونال ثناء السفّاح "أرئيل شارون" وزير الدفاع ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق الذي قال عنه "هو أكثر من عرف العرب".