بعد الكثير من التساؤلات التي برزت عقب مقتل أرفع مسؤول عسكري لحزب الله اللبناني في سوريا، مصطفى بدر الدين، اتهم رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال غادي إيزنكوت، الثلاثاء، قادة في حزب الله، بالمسؤولية عن مقتله. وأشار إيزنكوت إلى أن ما يذاع في الأسابيع الأخيرة حول ملابسات العملية، ينسجم مع المعلومات التي تمتلكها "إسرائيل" بهذا الخصوص، ويثبت "عمق الأزمة التي تواجه حزب الله، وحجم وحشيته". وكان حزب الله قد أعلن مقتل بدر الدين في 13 ماي 2016، إثر تعرض مكان إقامته قرب مطار دمشق الدولي للقصف. واتهم حزب الله من سماهم "الجماعات التكفيرية" بقتل بدر الدين، وقال إن الانفجار الذي أدى إلى مقتله ناجم عن قصف مدفعي، وإنه سيواصل قتال "العصابات الإجرامية وإلحاق الهزيمة بها". ويعتبر بدر الدين من أبرز أربعة أشخاص اتهمتهم المحكمة الجنائية الدولية الخاصة في لبنان عام 2011 بأن لهم صلة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، ووصفته المحكمة بأنه "مدبر العملية". وسبق أن أشار خبراء عسكريون إلى أن بيان الحزب المقتضب بشأن مقتل بدر الدين زاد التساؤلات عن ملابسات مقتله، وقالوا في حينه، إن أبرز التساؤلات التي تطرح بعد البيان هي كيفية مقتله وحيداً بقصف مدفعي لموقع للحزب قرب مطار دمشق، خاصة أن الحزب لم يعلن سقوط قتلى آخرين في العملية، بحسب موقع "الجزيرة نت". وأضافوا، أن أقرب موقع للمعارضة السورية المسلحة يبعد حوالي 15 كيلومتراً عن مطار دمشق الدولي وتحديداً في دير العصافير، كما أن أقرب موقع لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) هو تل دكوة الذي يبعد حوالي عشرين كيلومتراً عن المطار، ومن المستبعد أن يكون لدى الاثنين سلاح نوعي يمكن أن يصيب بدر الدين إصابة دقيقة ومباشرة. وقالوا إن قتل هدف منفرد من هذه المسافات البعيدة لا يمكن عادة أن يتم إلا عبر صواريخ موجهة - وهي أسلحة نوعية لا تملكها الجماعات السورية المسلحة ولا تنظيم "داعش" بحسب الخبراء - أو من خلال خرق أمني، وهو ما يزيد التساؤلات بشأن مقتل بدر الدين.