كشف السيد بن حمادي موسى الرئيس المدير العام لاتصالات الجزائر في تصريح خص به "الشروق" أن هيئته وفي غضون 8 أشهر تكون قد أنهت التحضيرات الإجرائية والتقنية من خلال تقنيات خاصة لحجب المواقع الإباحية ومواقع التنظيمات الإرهابية عن مشتركي الانترنت في التراب الجزائري، وفي انتظار ذلك وضعت اتصالات الجزائر خدمة مجانية تحت تصرف الأولياء وملاك مقاهي الانترنيت لتمكينهم من حجب تلك المواقع محليا. جاء تحرك اتصالات الجزائر فيما يتعلق بحجب مواقع إباحية وأخرى جهادية مضللة بناء على توجيهات من أعلى هرم السلطة حسبما تضمنته تقارير أمنية أكدت أن ما غذى تفشي الخلاعة والشذوذ الجنسي وفساد الأخلاق لدى الشباب والمراهقين هي مواقع إباحية تفتح باب الانغماس في الانحراف على مصراعيه بل تحولت مواقع إلكترونية إلى وسيلة لممارسة الابتزاز والنصب والاحتيال بالإغراء والجنس سواء عن طريق مواقع التعرف أو الدردشة الجنسية. وليست وحدها مواقع الجنس المجانية أو بالدفع التي حولت من مراهقين إما فاسدي الأخلاق أو مضطربين نفسيا بل حتى المواقع الجهادية التابعة لتنظيمات إرهابية هي الأخرى استهوت عددا ممن فضلوا التدين والاعتدال ليجدون أنفسهم مستدرجين لمتابعة مشاهد لاقتتال المسلمين فيما بينهم تحت راية الجهاد الزائف وكم من شاب كان ملتزما وجد نفسه قد استدرج عبر منتديات جهادية إلى الطريق الضال. هناك بلدان عربية وإسلامية نجحت في حجب مواقع تفسد الأخلاق وتشوه الدين وعلى هذا الأساس وبناء على أرقام مخيفة أعدها مختصون في مكافحة الجرائم الالكترونية وبعد توصيات من جمعيات ومنظمات لحماية الأطفال والمراهقين، كلها كانت عوامل دفعت السلطات العليا في البلاد إلى التفكير في سلك طريق دول منعت عنها ما يعكر صفو مجتمعها. وفي طريق القضاء على مصادر هذه الآفات شرعت اتصالات الجزائر على الصعيدين الإجرائي والتقني لحماية شبكة الانترنت التي توجد تحت رقابتها ووصايتها من هذه المواقع خلال برامج إعلام آلي تستعد لاقتنائها وجعلها حاجزا أمام وصول أي مشترك في الانترنت في الجزائر من دخول تلك المواقع وسيصبح في غضون 8 أشهر كأقصى تقدير الإجراء ساري المفعول حسبما جاء على لسان السيد بن حمادي. وأضاف نفس المسؤول بأنه وإلى ذلك الحين فإنه يمكن لمشتركي الانترنت فرديا أو جماعيا من حماية خطوطهم من وصول أبنائهم أو العاملين في مؤسساتهم من الولوج في مواقع مروجة للفساد وهي الخدمة التي توفرها هيئته مجانيا للمشتركين من خلال طلب لدى وكالتها وتحميل برنامج على مستوى أجهزة الإعلام الآلي وتنفيذه ليصبح مباشرة بعد ذلك فعليا ويمنع الأبناء من الوصول إلى مواقع إباحية بما فيها مواقع الدردشة والتعارف الجنسي.