لا تزال الفيضانات تضرب، السبت، ولايتين أستراليتين وأسفرت عن مصرع امرأتين واعتبار أربعة أشخاص في عداد المفقودين بعد هطول أمطار غزيرة جراء إعصار استوائي عنيف. وحذرت شرطة كوينزلاند من أن منسوب المياه في نهر لوغان الذي يمر في بينلي جنوب بريزبن سيصل إلى مستويات قياسية بعد الظهر في حين أن مدينة روكهامبتن شمالاً تواجه تهديداً جدياً. وحذر المسؤول ايان ستيوارت من "وجود خطر كبير على السكان المقيمين في محيط لوغان وإلى الجنوب بسبب الفيضانات". ويتوقع أن تتأثر روكهامبتن التي تضم أكثر من 80 ألف نسمة على نهر فيتزروي، بفيضانات غير مسبوقة منذ قرن ودعا ستيوارت السكان في الأحياء المنخفضة إلى مغادرتها. وقال "بحلول الأربعاء ستبلغ الفيضانات ذروتها في روكهامبتن". وتابع "سيرتفع منسوب المياه تدريجياً وبالتالي نشجع السكان على المغادرة". وكتبت شرطة كوينزلاند في تغريدة على موقع تويتر: "حالياً هناك أربعة مفقودين بينهم رجل في ال77". وتم إجلاء آلاف الأشخاص من عدة بلدات في كوينزلاند ونيو ساوث ويلز، لأن الفيضانات تتجه جنوباً إلى بالينا وتقطع الطرقات. مشاهد قاتمة حاول البعض البقاء في منازلهم لإنقاذها وكانت المشاهد قاتمة على طول نهر لوغان. وكانت كاسي بينتلي البالغة ال47 من العمر من شمال ماكلين مستاءة وهي تنظر إلى منزلها الذي غطته المياه. وصرحت لوكالة فرانس برس: "أنقذنا ما أمكننا إنقاذه في وقت قصير". وأضافت "فقد أشخاص كل ممتلكاتهم. انتهيت للتو من تجديد منزلي ولم يعد موجوداً". وعلى مسافة قريبة علق عجل في شجرة في حين حاول رجل الاقتراب منه في زورق للتحقق ما إذا كان حياً. وتجمع العشرات لمشاهدة ما يحصل ووصل رجلان على دراجتين مائيتين للمساعدة لكن العجل كان نفق. "أوقات خطيرة" دعا رئيس الوزراء مالكولم تورنبول السكان في المناطق المنكوبة إلى توخي الحذر. وصرح للصحافيين "في مناطق عدة من البلاد ستشاهدون مستوى المياه يرتفع بانتظام خلال الأيام المقبلة". وقال "إنها أوقات خطيرة جداً تعيشها المناطق المنكوبة". وأضاف "أود أن أقول لكل من تضرر من هذه الفيضانات لا تعبروا الطرقات التي غمرتها المياه". وضرب الإعصار ديبي وهو من الدرجة الرابعة شمال شرق أستراليا، الثلاثاء، بين بوون وايرلي بيتش وانتزع الأشجار وألحق أضراراً فادحة لا يزال يقيم حجمها. وتراجع الإعصار إلى درجة عاصفة استوائية لدى وصوله إلى الجنوب الشرق مع رياح قوية وأمطار غزيرة ضربت الساحل الشرقي لسيدني قبل الاتجاه إلى بحر تسمانيا. وعثرت الشرطة، الجمعة، على جثة امرأة جرفتها الفيضانات قرب جنوب حدود كوينزلاند. وكانت بلدة ليسمور الأكثر تضرراً جراء الفيضانات، الجمعة، مع إصدار أوامر لسكان تويد هيدز وكينغسكليف وموريلوباه بالإجلاء. وفي المناطق الشمالية لا تزال عملية إعادة إصلاح شبكتي المياه والكهرباء جارية. وفي المناطق التي تضررت كثيراً مثل ماكاي وبوون وجزر ويتصندايز حرم نحو أربعين ألف شخص من الكهرباء وكانوا ينتظرون، السبت، إعادة إصلاح الشبكة. وقام الجيش بتعبئة 1300 جندي لعملية رفع الأنقاض مع تولي مروحيات وطائرات عملية إعادة إصلاح البنى التحتية وتأمين المواد الغذائية الأساسية والمياه والوقود. وأعلن مجلس التأمين الأسترالي ولايتي كوينزلاند وشمال نيو ثاوس ويلز منطقتين منكوبتين مع أضرار تصل قيمتها إلى 770 مليون دولار أمريكي.