يعد حي 1800 مسكن بمدينة حاسي مسعود من أقدم الأحياء بالمدينة، حيث يشكل نصف مدينة حاسي مسعود بكثافة سكانية تقدر بحوالي 40 ألف نسمة؛ ولأن قدم شبكات المياه وقنوات الصرف الصحي، ازدادت بسببها التسربات خلال السنوات الماضية والطرق مهترئة، قامت السلطات المحلية منذ ما يزيد عن سنة ونصف ببرمجة مشاريع لإعادة تجديد شبكات المياه وقنوات الصرف الصحي وتعبيد الطرقات بغلاف مالي يقدر بحوالي 100 مليار سنتيم، إلا أن الوضع ازداد سوءا بهذا الحي. قام أمس الأول سكان حي 1800 مسكن بحاسي مسعود برفع شكوى إلى كل من رئيس الدائرة ووالي ولاية ورقلة يطالبون فيها بالتدخل الفوري ووضع حد للوضع المزري الذي أصبح عليه حيهم؛ فسبل العيش أصبحت صعبة مما كانت عليه قبل بدء أشغال إعادة تجديد شبكات المياه وقنوات الصرف الصحي وتعبيد الطرق به . وبالرغم من مرور سنة ونصف عن بدء الأشغال من طرف ثلاثة مقاولين، إلا أن الوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم، فالحي يغرق بوديان من المياه بسبب تسربات متزايدة وغير منتهية للمياه بالعديد من نقاط شبكات المياه، خاصة التي شملتها الأشغال، مما أدى إلى صعوبة المرور بهذه الشوارع خاصة بجهة العربي التبسي ووسط الحي، حيث انتشرت الأوحال والبرك المائية؛ إضافة إلى الأتربة الكثيفة ومخلفات الأشغال المتراكمة منذ بدء الأشغال. يحدث هذا أمام أنظار المسؤولين المحليين بالبلدية، ونظرا لغياب الرقابة لمتابعة هذه المشاريع؛ خاصة إذا علمنا أن كل هذه المشاريع أصبحت تنعت بمشاريع البريكولاج من طرف سكان المدينة بسبب توقف هذه الأشغال في أغلب الفترات، نظرا لغياب دراسة واستراتيجية لإنجازها. ويتهم السكان ضعف خبرة هؤلاء المقاولين ونقص إمكانياتهم، وهذا كله – حسبهم- بسبب طريقة حصول هؤلاء على الصفقات بهذا الحجم، حيث تقدر تكلفة إنجاز هذه المشاريع عن ما يقرب 100 مليار سنتيم، وبحسب الواقع المعاش وكيفية إنجاز هذه المشاريع بالحي فإن الوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم؛ فالعديد من سكان الحي لا يستبشرون خيرا مع نهاية هذه المشاريع التي هي في معظمها "بريكولاج"، حيث المستفيد الأكبر هم المقاولين، في حين تبقى معاناة السكان متواصلة؛ وبحسبهم فقد أصبح كل هذا تبديد للمال العام بطرق ملتوية، سيما أن الشكوك تراود العديد منهم نظرا لوجود معارف وعلاقات وتواطؤ في نفس الوقت بين أصحاب المشاريع والمنتخبين المحليين ببلدية حاسي مسعود، مما جعل العديد من هذه المشاريع لا تحظى بالمراقبة والمتابعة من طرف المسؤولين المحليين بالرغم من الشكاوى المقدمة من طرف السكان في العديد من المرات . ويعتزم السكان تنظيم احتجاجات عارمة في حال بقي الوضع على حاله، حيث أصبح لا يطاق، ويطالبون بتدخل مباشر من طرف الوالي ومتابعة خاصة منه، سيما وأن وتيرة الأشغال تسير ببطء وتتوقف في أغلب الفترات، زيادة على قرب نهاية عهدة المجلس البلدي لمدينة حاسي مسعود . ومن جهة ثانية يطالب العديد منهم بفتح تحقيق في كيفية منح هذه الصفقات لأصحاب هذه المشاريع فالواقع بدا جليا في الميدان، والذي سيؤدي لا محالة لوضع أسوأ مع نهايتها.