كشفت المصالح الصحية بولاية تمنراست، عن تسجيل 319 حالة إصابة جديدة ،خلال ثلاث أشهر الأخيرة بمرض الملاريا، والمعروفة أيضا بحمى المستنقعات خاصة في كل من بلديتي عين قزام وتين زواتين، المجاورتين للحدود المشتركة بين الجزائر ودولتي مالي والنيجر. وحسب ذات المصالح الصحية فإن أغلب المصابين هم من المهاجرين السريين القادمين من مالي، خاصة الأطفال والنساء الحوامل، وزادت الظروف المناخية التي تميز المنطقة من مضاعفة أعداد المصابين بحمى المستنقعات، ومساعدة لانتشاره، وتجد فيها الحشرة المتسببة في نقل عدوى المرض، والمعروفة باسم الأنوفيليس مكانا مفضلا في انتشارها خاصة مع الأجواء الرطبة، واشتكى عدد من السكان في الجهة الواقعة في أقصى الجنوب من ولاية تمنراست ،من النقص الفادح في اللقاح المضاد لهذا المرض في المراكز الحدودية، وكانت الجزائر قد شرعت منذ سنوات، وبالتنسيق مع المنظمة العالمية للصحة، في تطبيق برنامج وطني لمكافحة داء الملاريا ،سمح بتقليص مستوى استيطان الوباء، ونسبة انتشاره والوفاة الناتجة عن الإصابة به، فقد سبق لوزارة الصحة أن أعلنت سنة 2014، عن انتشار واسع للمرض بسبب عدم الاستقرار في شمال دولة مالي وكثرة عدد النازحين إلى المناطق الجنوبية، ساعد في انتشار الوباء في المناطق الجنوبية لولاية تمنراست. في ظل نقص المتابعة الصحية للمصابين، وهو ما قد يساعد على انتقال المرض إلى الأطفال الجزائريين في ظل تواجد جالية مالية عبر ربوع ولاية تمنراست تتعايش وسط السكان. معلوم أن تواجد الجاليات الإفريقية ساعد على عودة الإصابة بالأمراض المعدية وسط سكان الولاية. يذكر أن يوما دراسيا حول الداء نظم مؤخرا في مدينة تمنراست استعرض خلاله المتدخلون، وضعية هذا الداء لاسيما على مستوى القارة الإفريقية، إذ أن نسبة 80 في المائة من الإصابات على المستوى العالمي، تسجل في إفريقيا وأغلبها تخص أطفال أقل من 5 سنوات. ومن جهته أشاد ممثل منظمة الصحة العالمية بالجزائر، باح كيتا في كلمته بالجهود التي تبذلها الجزائر، مؤكدا أنه مع حلول سنة 2018 ستتمكن الجزائر من القضاء نهائيا على الملاريا مما سيمكنها، - كما أضاف - من الحصول على شهادة القضاء على هذا المرض، بالنسبة للحالات المحلية من منظمة الصحة العالمية، كاعتراف لها بجهودها المبذولة في هذا المجال الوقائي.