ناقش مختصون في قطاع الصحة، أمس، موضوع مرض الملاريا وكيفية القضاء عليه، في يوم دراسي تحت شعار: «معاً للقضاء على مرض الملاريا... القفزة النهائية»، بقاعة الاجتماعات بمقر ولاية تمنراست، بحضور أطباء وأساتذة من مختلف مناطق الوطن. أجمع المتدخلون على أن حمّى الملاريا أصبحت تشكل خطرا كبيرا يهدد صحة السكان، خاصة في إفريقيا، المتضرر الأول من هذا الداء، والمناطق المجاورة لدول القارة السمراء، على غرار عاصمة الأهقار. إستعرض المدير العام للوقاية وترقية الصحة بالوزارة، مصباح إسماعيل، خلال كلمته، واقع الوباء مقدما أرقام وإحصائيات، كشف من خلالها أن حوالي نصف سكان العالم مهددون بالملاريا، حيث تم تسجبل 91 دولة يتواجد بها الداء، ب212 مليون حالة في العالم، وتحصي 500 ألف حالة وفاة أغلبها في إفريقيا بنسبة 80٪، مبينا أن أكثر الأشخاص تعرضا لهذا الداء فئة الأطفال أقل من 5 سنوات، وهذا بالرغم من الانخفاض المحسوس في حالات الوفاة الذي سجلته القارة السمراء ما بين 2010 و2015، والمقدر ب 20٪. في سياق متصل، أشاد ممثل منظمة الصحة العالمية بالجزائر، باح كيتا، بالدور الذي تلعبه الجزائر في مكافحة الوباء، وهذا من خلال البرنامج المسطر للقضاء عليه، والإرادة السياسة وكذا الإمكانات التي تتوافر عليها المستشفيات، مما جعلها تتحكم فيه، مؤكدا أنه مع حلول سنة 2018 ستتمكن الجزائر من القضاء نهائيا على حمى الملاريا، بما يجعلها تتحصل على شهادة (إيزو) من منظمة الصحة العالمية كاعتراف بالجهد الذي تبذله في إطار القضاء على الداء، وتأكيدا على خلوها نهائيا من هذا الداء وطنيا. تلخصت المداخلات، في محاور، أهمها وضعية حمى الملاريا في الجزائر، وكيفية القضاء عليها، والمناطق الإستراتيجية للخطة الوطنية للتخلص منها ومكافحتها، وضمان الجودة في التخلص المخبري من الملاريا، وكذا الدعم الوطني. أبرز الدكتور أخاموك إلياس، رئيس مصلحة الأمراض المعدية بالمؤسسة الإستشفائية بعاصمة الأهقار، تجربة المؤسسة في كيفية التعامل مع المصابين بحمى الملاريا، حيث كشف أنه تم التكفل سنة 2016 بشكل ممتاز ب319 حالة كلها مستوردة، لم يتم تسجيل أي حالة وفاة. مبينا كيفية التعامل وطرق القضاء على هذا المرض، ما جعل المؤسسة الإستشفائية تصنف كمرجع في التعامل مع مرضى حمى الملاريا.