شهدت مناطق الجنوب، الخميس والجمعة، هبوب رياح عاتية وصلت سرعتها إلى 90 كلم في الساعة، موازاة مع ارتفاع في درجة الحرارة التي بلغت ببعض المناطق 45 درجة في الظل. وخلفت الرياح القوية خسائر مادية معتبرة، فضلا عن قطع الطرقات وانقطاع الكهرباء، وألغي كثير من الرحلات الجوية. أدت العواصف الرملية القوية، التي عرفتها ولاية أدرار، الخميس، إلى عزل العديد من المناطق بسبب انقطاع التيار الكهربائي لمدة تزيد عن 24 ساعة بعد سقوط العديد من الأعمدة الكهربائية وحرق العديد من عدادات الكهرباء. ولم تسجل ذات المصالح أي خسائر بشرية رغم أن الرياح كانت قوية ومتبوعة بأمطار رعدية. وكانت الرياح التي تجاوزت سرعتها 90 كيلومترا في الساعة في منطقة أقصى جنوب ولاية الوادي، ومنطقة تيدلكت بشمال ولاية تمنراست، ودرجة الحرارة القياسية التي بلغت حدود 45 درجة مئوية في الظل، قد تسببت في انهيار عدد من أسقف المنازل وجدرانها، بلغ في حصيلة أولية 30 مسكنا، جرى تشييدها بمواد إنجاز محلية كالجبس والطوب الطيني، على غرار ما حصل في قرية الغنامي بولاية الوادي، حيث تضرر 12 مسكنا، كما تم التبليغ من طرف الأهالي عن ضياع عدد من قطعان الغنم ونفوق أخرى. وفي مجال النقل، انقطعت السبل بعديد المسافرين القاصدين التجمعات السكانية في مناطق الجنوب، ما اضطر العديد منهم إلى المبيت على الطريق، وغطت الرمال غالبية الطرقات الوطنية والولائية والبلدية، ما عرقل حركة النقل بين مختلف التجمعات السكانية في الجنوب. وفي نفس السياق، ألغت مطارات الوادي، وإن أمناس، وإيليزي، وعين صالح الرحلات الجوية منها وإليها بسب سوء الأحوال الجوية وخشية أن تحصل أي حوادث لا تحمد عقباها. وعلم في ذات الإطار أن حركة عمال الشركات العاملة في المجال البترولي والغازي، قد تأثرت بفعل الرياح، ولم يلتحق عدد منهم بمواقع الآبار النفطية والغازية، وبقوا في قواعد الحياة بعد أن تعثر على الحافلات نقلهم إليها، ما أثر على الإنتاج فيها. وتتوقع مصالح الأرصاد الجوية أن تستقر أحوال الطقس بداية من اليوم السبت، لتعود إلى وضعها الطبيعي بداية من يوم غد الأحد. وشهدت ولاية ورقلة هي الأخرى، هبوب رياحا قوية بلغت سرعتها 70 كلم في الساعة ضربت عاصمة الولاية والمدن المجاورة لها، حيث تسببت في خسائر مادية معتبرة، خاصة في قطاع الفلاحة، والتهمت النيران أكثر من 500 نخلة مثمرة في ظرف يومين بعد حريق أسهمت الرياح في انتشاره في العديد من المحيطات الفلاحية وواحات النخيل، حيث كانت البداية باشتعال النيران بواحات النخيل بحي الحدب بالرويسات لتشتد بعدها هذه النيران بسبب قوة الرياح صوب غابات مجاورة كسيدي بن ساسي ببني ثور ببلدية ورقلة. ووجدت مصالح الحماية المدنية صعوبة بالغة في التحكم في النيران ومنعها الوصول إلى التجمعات السكنية، حيث استمرت عملية الإطفاء أكثر من 24 ساعة دون انقطاع. كما تسببت الرياح القوية في قطع الطريق الوطني الرابط بين الحجيرة وتقرت، وبدرجة أقل الطريق الوطني رقم 3 الرابط بين تقرت وورقلة وحاسي مسعود، والطريق الوطني رقم 16 الرابط بين الوادي وتقرت، كما عرفت الملاحة الجوية تذبذبا وتأخرا في الرحلات من وإلى مطار حاسي مسعود وتقرت وورقلة، وعرفت أغلب المؤسسات التربوية شغورا من التلاميذ باستثناء المعنيين باجتياز امتحانات الفصل الثالث.