أعلنت الحكومة الفلبينية، الخميس، أنها لن تقبل في المستقبل مساعدات الإتحاد الأوروبي "التي تسمح له بالتدخل" في شؤون الفلبين، وذلك بعد انتقادات الإتحاد ل"حرب" رئيس الفلبين على عالم المخدرات. وقال آرنستو ابيلا المتحدث باسم الحكومة: "صادق الرئيس على توصيات وزارة المالية بعدم قبول مساعدات.. الإتحاد الأوروبي التي تتيح له التدخل في الشؤون السياسية الداخلية للفلبين". وأوضح أنه تم رفض إحدى هذه المساعدات لأنها أرفقت بشروط "كانت موضع خلاف"، رافضاً تقديم المزيد من التفاصيل. وكان الإتحاد الأوروبي أحد أشد منتقدي حملة رئيس الفلبين رودريغو دوتيرتي الدامية ضد عالم المخدرات. ولم تعرف المبالغ المعنية لكن الإتحاد الأوروبي هو ثامن مصدر أجنبي لمساعدة الفلبين. وبلغت قيمة المساعدة الأوروبية في 2016 حسب أرقام رسمية فلبينية 217 مليون دولار. وأوضح المتحدث الحكومي، أن المساعدة الإنسانية ستبقى موضع ترحيب. لكن رئيس بعثة الإتحاد الأوروبي في الفلبين فرانز جيسين أعلن أن القرار الفلبيني سيطال مساعدات بقيمة 250 مليون أورو. ولكن وزير الاقتصاد الفلبيني آرنستو برنيا عقد الأمور بقوله إن دوتيرتي يمكن أن يعود عن قراره. وقال الوزير: "لا يمكن اعتبار ذلك نهجاً سياسياً، بل رد فعل على انتقادات.. وربما لا يبقى الأمر على هذه الحال". وندد رئيس الفلبين (72 عاماً) مراراً بنواب أوروبيين ومسؤولين في الإتحاد الأوروبي لانتقادهم حملته على المخدرات. وفاز دوتيرتي، المحامي المعروف بخطابه الحاد، في الانتخابات الرئاسية في 2016 مع وعد بشن حملة قمع لا سابق لها ضد عالم المخدرات. وأعلنت الشرطة، أنها قتلت نحو 2700 شخص منذ تولي دوتيرتي السلطة نهاية جوان 2016. وقتل أكثر من 1800 منهم في حوادث على صلة بالمخدرات على أيدي مسلحين مجهولين. وهناك نحو 5700 وفاة عنيفة يجري التحقيق فيها، حسب أرقام الشرطة الفلبينية. وفي سبتمبر 2016، وجه الرئيس الفلبيني سيلاً من الشتائم ضد الإتحاد الأوروبي وقام بحركة بذيئة حيال البرلمان الأوروبي بعد إدانة هذا الأخير لعمليات إعدام دون محاكمة. وتابع حينها: "أقول لهم 'اذهبوا إلى الجحيم'. أنتم تفعلون هذا للتكفير عن ذنوبكم". وشتم الرئيس المثير للجدل بعبارات مشابهة تقريباً مؤسسات دولية أخرى مثل الأممالمتحدة. كما نعت الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، بأنه "ابن عاهرة". وبعيد ذلك، قارن نفسه بهتلر. وقال إنه سيكون "سعيداً بالقضاء" على ثلاثة ملايين مدمن مخدرات. لكنه عاد واعتذر من اليهود بشأن هتلر بعد أن اعتبرت ألمانيا تصريحاته "غير مقبولة". وأجرى دوتيرتي تغييراً جذرياً في دبلوماسية بلاده، مديراً ظهره للحليف الأمريكي التقليدي ليتقارب مع الصين رغم خلاف حدودي بشأن بحر الصين الجنوبي، وهو يأمل بذلك الحصول على مليارات الدولارات من الاستثمارات الصينية. وكان دوتيرتي قال في مارس مخاطباً نواباً أوروبيين نددوا بعمليات إعدام دون محاكمة: "لا أفهم هؤلاء المجانين. لماذا لا تنصرفون لشؤونكم.. لماذا تزعجوننا؟".