كثف التجار الفوضويون نشاطهم خلال هذه الأيام التي تسبق الشهر الفضيل، فالمتجوّل في الشوارع والطرقات السريعة هذه الأيام يلاحظ ازدهار هذه التجارة غير الشرعية، واصطفاف الشاحنات التي تعرض مختلف المنتجات من خضر وفواكه طوال اليوم تحت أشعة الشمس الحارقة، وهو ما قد يعرض صحة مستهلكيها للخطر ويخلف فوضى عارمة. أصبحت شاحنات "هيربيل" المخصّصة لبيع الخضر والفواكه جزءا من الديكور اليومي للأسواق الفوضوية التي ذاع صيتها بين المواطنين بعرضها سلعا بأسعار منخفضة، وقد ساهم حلول موسم جني المحاصيل الزراعية، واقتراب شهر رمضان في زيادة أعدادها وكذا المقبلين عليها. فعلى مستوى الطريق السريع الدويرة أولاد فايت بالمنعرجات، ركنت الشاحنات متتابعة بعضها بينها بضعة سنتيمرات فقط، منها ما تعرض تشكيلة من الخضر وأخرى لبيع البطاطا والطماطم وغيرها من الخضر الموسمية إلى جانب بعض الفواكه. نفس الديكور يتكرر على مستوى مدخل بلدية خرايسية، مخرج بابا احسن باتجاه الدويرة والطريق السريع الرابط بين بابا علي وبئر توتة، وقد خلفت ازدحاما مروريا خانقا، ناهيك عن مخلفات التجار من بقايا السلع والنفايات التي تتحوّل إلى مصدر لإزعاج السكان القريبين من السوق. وحول الموضوع، أرجع رئيس الجمعية للتجار والحرفيين الجزائريين، الحاج الطاهر بولنوار، انتعاش التجارة الموازية في هذه الأيام التي تسبق شهر رمضان وفصل الصيف لنقص عدد الأسواق والمساحات التجارية النظامية، زيادة أن بعض الممونين الذين يتعمدون تمرير سلعتهم عبر السوق الموازية لوجود شك في نوعيتها أو هروبا من تسديد الضرائب، وحمّل المتحدث الجماعات المحلية وخاصة مصالح البلديات مسؤولية استشراء الظاهرة، فغياب الرقابة وانتشار البطالة شجّعا الشباب على ممارسة التجارة غير الشرعية. واعتبر رئيس جمعية التجار والحرفيين السوق الموازية خطرا كبيرا على التجارة المنظمة وخسارة كبيرة للاقتصاد الوطني، وممارسوها منافسون غير قانونيين للتجار الحقيقيين، فالجزائر تخسر أكثر من 400 مليار دينار سنويا بسبب التجارة الموازية وتشكل خطرا على المستهلك لأن أكثر من 80 من المائة من المنتجات الفاسدة والمقلدة وغير الصالحة تمرر في هذه الأسواق الموازية.