مما لا شك فيه أنه ومنذ سنوات عديدة تشهد أسعار مختلف المواد الاستهلاكية بأسواق حاسي مسعود ارتفاعا كبيرا؛ وهذا نظرا للطابع الصناعي للمنطقة زيادة على انعدام الرقابة من طرف المصالح المختصة وعلى رأسها مصالح مديرية التجارة بورقلة؛ إلا أنه وفي مقابل ذلك برزت خلال السنوات الأخيرة عدة متغيرات كوجود مناطق فلاحية مجاورة بالمنطقة؛ فهل يمكن لهذه المناطق تكسير هذه الأسعار المرتفعة. أصبحت العديد من القرى بمنطقة تمون مدينة حاسي مسعود بمختلف المواد الاستهلاكية على غرار قرية حاسي البكرة والتي تعد من المناطق الفلاحية بامتياز نظرا لوجود عدة عوامل ساهمت في استمرار النشاط الفلاحي بها. ويوجد العديد من الفلاحين بالمنطقة والذين اتخذوا من الفلاحة نشاطا رئيسيا لهم زيادة على وفرة المياه الجوفية بالمنطقة؛ كلها جعلت منها وفي وقت وجيز مصدر تموين للمنطقة ككل بمختلف المواد الاستهلاكية كالخضر والفواكه. وصرح بعض فلاحي المنطقة ل"الشروق" في وقت سابق أن جميع الخضر والفواكه صالحة بالمنطقة كالبطاطا والبصل والجزر والتفاح والزيتون والتمور؛ هذا وتوجد بالقرية العديد من البيوت البلاستيكية والتي تم زراعة مختلف الخضر بها، إلى جانب وجود المئات من أشجار النخيل؛ كل هذا أدى بفلاحي القرية لتموين مدينة حاسي مسعود بالعديد من هذه السلع الاستهلاكية وبأسعار معقولة بالعديد من أحياء المدينة أين يتم توزيع وبيع هذه السلع كحي الشيخ بوعمامة والمعروف بتواجد العديد من موزعي الخضر والفواكه؛ وحي عبد القادر مقدم إلى غيرها من الأحياء التي يتم البيع فيها. وطالب العديد من فلاحي المنطقة بتوفير أماكن ومحلات لهم لتسهيل بيع وتسويق سلعهم بذات المدينة؛ خاصة أن معظم أسواق بيع الخضر والفواكه بذات المدينة محتكرة من طرف التجار القدماء؛ لكن الشيء المميز لبعض هؤلاء التجار؛ وإن كان بعضهم يمارس نشاطه التجاري بطرق فوضوية وهذا أمر حتمي نظرا لعدم توفير أماكن لهم من طرف مصالح البلدية هو الأسعار المعقولة لمعظم الخضر والفواكه، وهذا مقارنة بالأسعار المرتفعة بالسوق الأسبوعي والمحلات التجارية بالمدينة. ويأمل العديد من سكان هذه الأحياء ببقاء هذه الأسعار على حالها؛ خاصة مع قرب دخول شهر رمضان الكريم والذي عادة يشهد ارتفاعا جنونيا لأسعار الخضر والفواكه بمعظم مناطق الوطن، وهذا بسبب مضاربة التجار وعدم الرقابة من طرف المصالح المختصة؛ حيث دأب سكان المنطقة بشراء هذه السلع من هؤلاء التجار والذين أغلبهم من قرية حاسي البكرة؛ بعكس السوق الأسبوعي والذي يشهد تراجعا نوعيا فيما يخص إقبال سكان هذه الأحياء عليه نظرا للأسعار المرتفعة طول السنة فمعظم هؤلاء التجار يشتكون من النقل، حيث يسوقون سلعهم من مناطق بعيدة ما جعل الأسعار تبقى في نفس الارتفاع. من جانب آخر أوضح بعض الفلاحين بحاسي البكرة أن كل منتجاتهم يتم بيعها في وقت قايسي بعد عرضها بهذه الأحياء؛ فالجميع مستفيد سواء البائع أو الزبون. ويطالب العديد من فلاحي المنطقة من السلطات المحلية بالمنطقة دعمهم أكثر وهذا لزيادة محاصيلهم ومنتجاتهم لغرض تموين المنطقة وبأسعار معقولة من أجل تكسير وخفض الأسعار الملتهبة بالمنطقة؛ حيث استغلها العديد من التجار بأسواق حاسي مسعود، والتي يعاني منها سكان المنطقة منذ سنوات؛ فدعم الفلاحة بالقرى المجاورة كقرية الخويلدات وحاسي البكرة سيساهم بتنمية المنطقة.