بعد أكثر من 4 أسابيع من التحضيرات الماراطونية لاستقبال الوزير الأول، وقبل ساعات قليلة من حلول شهر رمضان المعظم، تأكد بشكل شبه رسمي إلغاء أو تأجيل الزيارة المرتقبة للوزير الأول عبد المالك سلال إلى الولاية المنتدبة تقرت التي كانت مدرجة ضمن أجندته منذ بداية خرجاته الميدانية قبل التشريعيات التي جرت يوم الرابع ماي الجاري. ودخلت عاصمة المقاطعة الإدارية تقرت التي تضم 4 دوائر و 11 بلدية في سباق ضدّ الزمن وفي حالة تأهب قصوى لاستقبال الوفد الوزاري الذي يقوده الوزير الأول، حيث اكتست الشوارع الرئيسية حلّة جميلة ونظيفة، كما تزينت المرافق الشبانية والصحية والسياحية والنقاط التابعة لقطاع الاستثمار والفلاحة والموارد المائية التي كانت مرشحة لإدراجها في برنامج الزيارة بالرايات الوطنية وصور رئيس الجمهورية طيلة الأسابيع الماضية. ومع اقتراب حلول شهر رمضان المعظم وبالتزامن مع التحضيرات الخاصة بتنصيب أعضاء البرلمان الجدد، وانشغال الوزير الأول بترتيبات التعديل الحكومي المرتقب، تأكد لممثلي المجتمع المدني وإطارات الولاية المنتدبة تقرت والسلطات المحلية إلغاء الزيارة الوزارية أو تأجيلها إلى ما بعد الدخول الاجتماعي المقبل، حيث كان الشارع المحلي يعلّق آمالا كبيرة على هذه الزيارة لدعم وتقييم ولايتهم المنتدبة تقرت المصنفة كنموذجية لدى السلطات المركزية من جهة، وللمطالبة بمرافق هامة تعتبر وعودا رئاسية سابقة كالفرع الجامعي والميناء الجاف وترقية مطار سيدي مهدي والقضاء على مشكل التشغيل ومنح المزيد من الصلاحيات للولاية المنتدبة والتعجيل بترقيتها إلى مصاف الولايات من جهة أخرى. كما كان سكان عاصمة وادي ريغ ينتظرون مفاجآت من سلال خلال الزيارة الملغاة كمنحه غلاف مالي معتبر لدعم التنمية أكثر في البلديات والقرى وإنعاش الاستثمار بالمنطقة التي تزخر بالعشرات من المصانع ذات طابع وطني، ومرافقة السلطات المحلية في حلّ عديد المشاكل في مختلف القطاعات الحيوية، وخاصة السكن الذي يعتبر من بين أكبر الملفات الساخنة والصعبة والمتراكمة بالمنطقة والتي ينتظر سكانها منذ أكثر من 5 سنوات موعد الكشف عن القوائم النهائية للمستفيدين من قطع الأراضي والسكنات الاجتماعية، بالإضافة إلى الاستماع إلى أسباب تأخر تسليم عدد من المشاريع الكبرى التي تسير بوتيرة بطيئة كمستشفى 340 سرير والمحطة البرية الجديدة لنقل المسافرين ومشروع السكة الحديدية تقرت باتجاه حاسي مسعود ومبنى وحدة الحماية المدنية بالمقارين ومكتبة ومدرج المطالعة الرئيسية التي خصص لها مبلغ ضخم دون أن ترى النور.