في الوقت الذي يحاول فيه تجار المواسم والانتهازيون إيجاد مصادر لتحقيق أرباح ودخل إضافي خلال شهر رمضان، بفرض زيادات على أسعار مختلف البضائع والمواد الغذائية، يخوض ثلة من التجار مبادرات فردية اصطلحوا عليها تسمية "تاجر الرحمة"، فيتخلون فيها عن هامش ربحهم بعرض سلعتهم بنفس سعر الجملة طوال الشهر الفضيل. يحرص تجار المواد الغذائية على تسجيل حضورهم في مبادرة "تاجر الرحمة" بعرض مختلف السلع التي يزداد الطلب عليها في رمضان بنفس سعر الجملة الذي اقتنوها به، دون احتساب النقل وهامش الربح، بل وحتى الضرائب والكراء. وغرضهم في ذلك مد يد العون للفقراء والمحتاجين، وعلى خطاهم سار تجار الجملة في سوق السمار، حيث شرّعوا أبوابهم للمواطنين، عارضين بضاعتهم للبيع بأسعار الجملة. وكشف ممثل تجار الجملة للمواد الغذائية بسوق السمار العزري عمر، عن تحول سوق الجملة هذه الأيام إلى أبواب مفتوحة، فبعض تجار الجملة عرضوا بضاعتهم كالعنب المجفف "الزبيب"، "العينة"، الطماطم المصبرة..وغيرها من السلع ذات الاستهلاك الواسع في شهر رمضان للبيع بالتجزئة للمواطنين بالكميات التي يرغبون فيها بنفس سعر الجملة، وهذا ما تعودوا القيام به في شهر الرحمة كل عام. وأوضح العزري أن بعض تجار السوق يشرعون في البيع بالتجزئة أسبوعا قبل رمضان ويستمرون في ذلك حتى الأسبوع الأخير منه، أين يتزايد الإقبال على شراء لوازم صناعة حلويات العيد. واستطرد المتحدث قائلا مثل هذه المبادرات تخفف من الأعباء على المواطنين وتمكنهم من اقتناء حاجياتهم وأغراضهم بأسعار منخفضة. ويشاطره الرأي ممثل الاتحادية الوطنية لأسواق الجملة للخضر والفواكه جمال جعدون، فقد ذكر لنا حرص بعض التجار على المشاركة وبصفة فردية في مبادرة تاجر الرحمة، فيبيعون الخضر والفواكه بسعر الجملة وحتى بعض المصنعين يطلبون من تجار التجزئة عدم رفع الأسعار في الشهر الفضيل، على أن يعوضوهم في الأشهر التي تلي، فمثلا يبيع البطاطا لتاجر التجزئة ب30 دج ويطلب منه عدم رفعها لأكثر من 32 دج وسيحتسب له سعر الجملة بعد رمضان بثمن أقل مثلا من 29 دج. وأضاف جعدون هذه مبادرات فردية من التجار وهم يقبلون عليها طواعية وهي تنم عن المستوى التعليمي والثقافي والوعي الكبير الذي بات التاجر الحديث يتحلى به عكس التجار القدامى، فالتاجر الآن أصبح سباقا لفعل الخير ويسعى لدعمه والمساهمة فيه بشتى السبل.