عبر العديد من تجار الجملة عن رفضهم للمساعي الرامية لاستغلال الأسواق التضامنية والتي تعود عليها المواطنون في رمضان من كل عام، وتحويلها إلى أسواق تجارية يحققون من خلالها مكاسب مالية طائلة وذلك من خلال إلزام التجار بدفع مبلغ 35 ألف دينار مقابل كراء مساحة للبيع لدى البلديات ودفع مبلغ 7000دج عن كل متر في "صافاكس". وكشف منسق المكتب التنفيذي للتجار بسوق الجملة بالسمار العزري عمر ل"الشروق"، عن استغراب التجار الذين يسجلون في كل عام حضورهم في أسواق التضامن المختلفة على مستوى العاصمة وباقي ولايات الوطن، بإلزامهم بدفع مبلغ 35 ألف دينار جزائري ثمن المساحة التجارية والخيمة "الشابيتو" التي سيعرض داخلها بضاعته في معرض "صافاكس" وبعض بلديات العاصمة، وهو إجراء جديد. ففي السنة الماضية عرض التجار بضاعتهم في السوق التضامنية بمقر الاتحاد العام للتجار الجزائريين مجانا، لكن التجار الذين شغلوا مساحات في منطقة رويبة كانوا مجبرين على دفع الإيجار. وتساءل المتحدث عن حجم مساهمات الأطراف الأخرى مثل وزارة التجارة والبلديات في مثل هذه الأسواق إن لم تمنح التجار مساحات مجانية، فتاجر الجملة يساهم في هذه السوق بعرض بضاعته بنفس السعر التي يبيعها به في سوق الجملة بالسمار مع إضافة زيادة طفيفة وهي 5 دينار فقط، لكن إذا كان ملزما بدفع 35 ألف دينار كإيجار شهر فهذا سيكبده خسارة حتى أن بعض التجار تراجعوا عن فكرة الاشتراك هذه السنة في الأسواق التضامنية. وأبدى العزري عمر تخوفه الكبير على تغيير معنى الأسواق التضامنية والتي وافق التجار على المشاركة فيها لتمكين جميع المواطنين من شراء حاجيات الشهر الفضيل بأسعار مختلفة، واستغلالها لتصبح معارض تجارية مثل التي يجري تنظيمها من قبل مؤسسات خاصة فتصبح عملية تجارية بحتة لا صلة لها بالتضامن، مطالبا بضرورة تدخل الجهات المعنية عاجلا لإلغاء أسعار الكراء قبيل حلول شهر رمضان، خصوصا وأن المواطن اعتاد على التسوق منها وهي متنفسه الوحيد في الشهر الفضيل، حيث تعرف الأسعار زيادات غير معقولة. ومن جهته، تخوف الأمين العام للتجار والحرفيين الجزائريين صالح صويلح من عزوف التجار عن المشاركة في الأسواق التضامنية بسبب إلزامهم لأول مرة بدفع مبلع مساحات العرض، خاصة وأن التجار يشاركون في هذه الأسواق بهدف تضامني وليس تجاري. هذا وستشهد مختلف ولايات الوطن أسواقا تضامنية في الشهر الكريم، كما حددت وزارة التجارة المواقع الخمسة الخاصة بالأسواق عبر ولاية الجزائر والتي ستعرض مختلف المواد الغذائية، الخضر والفواكه واللحوم بمختلف أنواعها الطازجة والمجمدة إلى جانب المشروبات ومواد التنظيف وحتى الخدمات. فعلى مستوى بلدية سيدي امحمد سيكون في مقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين ويتسع ل96 تاجرا وعارضا، المحمدية قصر المعارض الجناح "أ" ويتسع ل250 عارض، وسط مدينة رويبة، حيث سيعرض 100 تاجر بضاعتهم، والأمر نفسه بباب الوادي بساحة تريولي، أما في عين البنيان فسيعرض 15 مشاركا سلعتهم.