نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول حكومي تونسي رفيع قوله، الأربعاء، إن قوات الأمن أوقفت ثلاثة من كبار رجال الأعمال للاشتباه في تورطهم في قضايا فساد. تأتي الاعتقالات في وقت تواجه فيه الحكومة ضغوطاً قوية لمكافحة الفساد الذي استشرى في تونس في السنوات الأخيرة. وأضاف المصدر الذي رفض نشر اسمه، أن الاعتقالات شملت رجال الأعمال شفيق جراية وياسين الشنوفي وهو مرشح سابق للانتخابات الرئاسية في 2014 ونجيب إسماعيل. كما اعتقلت القوات الأمنية أيضاً مسؤولاً في الجمارك. وتأتي الاعتقالات التي جرت، الثلاثاء، بعد أيام من تصريح عماد الطرابلسي صهر الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي من سجنه، بأن كثيراً من رجال الأعمال ممن عملوا معه وتورطوا في قضايا فساد في الجمارك مازالوا يمارسون نفس النشاط حتى الآن. ونقلت رويترز عن مصدر آخر قوله، أن الحكومة بدأت جهوداً للإطاحة بشبكات فساد معقدة وأن الساعات والأيام المقبلة ستشهد مزيداً من الإيقافات ضمن جهودها للتصدي لهذه الآفة التي تنخر الاقتصاد. ولم يتسن الحصول على تعليق من فريق الدفاع عن الموقوفين. وقال مبروك كرشيد وزير أملاك الدولة في بيان، الأربعاء: "حكومة الوحدة بدأت محاربة الفساد.. لا مانع لسقوط الحكومة إذا انتصرت على الفساد". وتقول الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، إن الفساد استشرى بشكل كبير منذ 2011 ويهدد بشكل جدي الانتقال الديمقراطي في البلاد ويكلف البلاد خسارة كبرى ويشمل أغلب القطاعات. وفي جانفي 2011 أنهت احتجاجات ضد الفساد والمحسوبية حكم الرئيس الأسبق زين العابدين. ولكن الظاهرة استفحلت في تونس بعد الثورة. وقال شوقي الطبيب رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، إن الهيئة قدمت لائحة أولية تضم أكثر من 50 موظفاً كبيراً في الدولة للقضاء بعد ثبوت تورطهم في ملفات فساد. وكان رئيس الوزراء يوسف الشاهد تعهد في أول خطاب له العام الماضي، بأن مكافحة الفساد ستكون من أولويات حكومته وسط دعوات قوية بالتحرك ضد رؤوس الفساد في البلاد.