نظم آلاف المتقاعدين والمعطوبين المنتمين إلى الجيش الوطني الشعبي، الخميس، وقفات احتجاجية بالعديد من المدن، رفعوا خلالها مطالبهم التقليدية التي بقيت عالقة منذ سنوات عديدة وفي مقدمتها رفع قيمة معاشاتهم التي أضحت لا تستجيب للمتطلبات المعيشية، ومراجعة نسب العجز الممنوحة لأغلبهم، والتكفل بعلاجهم في عيادات خاصة، فضلا عن تمكينهم من حقهم في السكن... في البويرة، نظم صباح الخميس، العشرات من فئة المتقاعدين والمعطوبين المنتمين للجيش وقفة احتجاجية أمام مقر القطاع العسكري وبالقرب من مقر الولاية لرفع العديد من الانشغالات التي طالما طالبوا بها من قبل. وحسب أحد ممثلي تلك الفئة في تصريح للشروق، فإن وقفتهم الاحتجاجية حملت عدة مطالب تتمثل أساسا في التكفل الاجتماعي والصحي بالفئة التي قدمت للوطن تضحيات لاسيما تحيين نظام المنح وأثرها الرجعي وكذا جميع الامتيازات الصادرة بنظام المعاشات العسكري إضافة إلى تمكينهم من حق السكن وباقي الامتيازات الاجتماعية الأخرى. وفي باتنة، نظم الخميس المئات من متقاعدي ومعطوبي الجيش تجمعا بساحة الحرية وسط مدينة باتنة، للمطالبة بحقوق اجتماعية وصحية مترتبة عن التضحيات التي قدموها في مكافحة الإرهاب، داعين السلطات العسكرية والمدنية إلى التكفل برفع المعاش الذي لا يتعدى مرتبات زهيدة لا تلبي الحاجات في العيش الكريم والتعاقد مع عيادات خاصة للتكفل بالعلاج ومراجعة نسب العجز الممنوحة لأغلبهم. وردد المعتصمون شعاراتٍ وطنية والنشيد الوطني وهتافات مطالبة بالعدالة الاجتماعية قبل أن يسيروا باتجاه مقر القطاع العسكري حيث جددوا نفس المطالب أمام قائد القطاع العسكري الذي استقبل وفدا منهم وتلقى لائحة المطالب قصد رفعها للقيادة العليا. وعاد المحتجون أدراجهم بعد ذلك نحو ساحة الحرية ليعقدوا تجمهرا ختاميا قبل الانصراف والاتفاق على تنظيم وقفات أخرى بعد شهر رمضان. وفي قالمة، خرج الخميس، الآلاف من معطوبي وذوي الحقوق لمتقاعدي الجيش الوطني الشعبي في مسيرة حاشدة جابوا من خلالها الشوارع الرئيسية بوسط المدنية، رافعين جملة من المطالب المتعلقة بالتعويضات المالية والمعنوية لسنوات انتمائهم للسلك العسكري. المحتجون الذين جاؤوا من مختلف بلديات ودوائر إقليم الولاية، تجمعوا منذ الساعات الأولى للصباح بمدرجات الملعب الجواري بحي قهدور الطاهر بأعالي مدينة قالمة، رافعين لافتات معبرة عن الوضع الاجتماعي الصعب الذي تعيشه هذه الفئة، وكذا مسيرتهم في خدمة الوطن ومجابهة الإرهاب لعدّة سنوات بالإضافة إلى جملة مطالبهم ومناشدتهم الحكومة اتخاذَ قرار ينصفهم ويعيد لهم اعتبارهم وسط المجتمع. وانطلقت المسيرة بعدها تحت طوق أمني كبير تحسبا لحدوث أي انزلاق، لتعبر بشارع أول نوفمبر بوسط المدينة، ومنه إلى الشارع الرئيسي سويداني بوجمعة، قبل أن يتوقف المحتجون عند النصب التذكاري المخلد للرئيس الراحل هواري بومدين بساحة 19 مارس، قبالة مقر المجلس الشعبي الولائي، ومنه إلى أمام مقر الولاية، حيث تجمَّع المحتجُّون مرددين العديد من الشعارات المعبِّرة عن سخطهم وتذمرهم من تماطل مختلف الجهات المعنية في الاستجابة لمطالبهم التي رفعوها خلال المسيرتين الجهويتين لناحية الشرق وكذا المسيرة الوطنية التي نظموها قبل أيام باتجاه الجزائر العاصمة. وقد ظلّت قوات الأمن مرابطة في محيط اعتصام معطوبي ومتقاعدي الجيش، الذين لم تمنعهم درجة حرارة الجو المرتفعة وأشعة الشمس المحرقة من مواصلة اعتصامهم أمام مقر الولاية. وفي برج بوعريريج، نظم صبيحة أمس، متقاعدو الجيش بالولاية وقفة احتجاجية سلمية، للمطالبة بتلبية مطالبهم التي يؤكدون على شرعيتها وأحقيتهم بها. ويطالب المحتجون من متقاعدي الجيش وكذا المعطوبين وذوي الحقوق الذي اجتمعوا بساحة القلعة أو "لاسيتاديل" الواقعة بمركز ولاية برج بوعريريج وهم من جنود الجيش الشعبي الوطني وحتى أولئك الذين تقلوا مختلف الرتب والذين شاركوا في عمليات مكافحة الإرهاب خلال العشرية السوداء، ويطالب المحتجون السلطات المعنية بإعادة تقدير منحة التقاعد والحقوق المادية التي يتقاضونها نظير مشاركتهم في المجهود الأمني ومكافحة الإرهاب خلال سنوات التسعينيات وكذا إعادة الاعتبار المعنوي لهم من خلال أوسمة الاعتراف. وفي تيبازة، نظم الخميس المئات من معطوبي وذوي الحقوق لمتقاعدي الجيش وقفة احتجاجية أمام مقر القطاع العملياتي، رافعين شعارات تندد بوضعيتهم وطالبوا بالتكفل بهم، كما عبَّروا عن سخطهم وتذمرهم من تماطل مختلف الجهات المعنية في الاستجابة لمطالبهم التي رفعوها خلال المسيرتين الجهويتين لناحية الشرق وكذا المسيرة الوطنية التي نظموها قبل أيام باتجاه الجزائر العاصمة.