الأورو يسجل أدنى مستوياته منذ 4 سنوات في البنوك الجزائرية بسبب تداعيات أزمة اليونان وصل سعر الدولار الواحد في السوق الموازية للعملة الصعبة أمس 100 دينار حسب ما عاينته "الشروق اليومي" بساحة بورسعيد بالعاصمة وعدد من أصحاب المحلات الذين يتاجرون في العملة الصعبة، وذلك بعد أن وصل يوم الأربعاء الفارط إلى 120 دينار، أي انه يتأرجح بين 100 و120 دينار، وهو أعلى مستوى له منذ أكثر من ست سنوات، حيث كان منذ أسبوع في حدود 95 دينارا للدولار الواحد . * وفسر عدد من تجار السوق السوداء للشروق اليومي بعين المكان ارتفاع أسعار قيمة الدولار بتدني عرضها أمام تزايد في الطلب عليها من قبل الجزائريين، في حين سجل سعر الأورو وهو أكثر العملات تداولا في السوق السوداء في الجزائر، مستويات مستقرة في ساحة بورسعيد بالعاصمة، منذ أكثر من شهر حيث أن 1 أورو يساوي 127 دينار . * وتسبب ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء في تراجع عدد الجزائريين الذين يبيعونه لتجار السوق السوداء، وبالمقابل ارتفع عدد المواطنين الذين يقبلون على شرائه تحسبا لاستمراره في الارتفاع أكثر خلال الأيام المقبلة، ونتج عن ذلك ارتفاع الطلب على الدولار في السوق السوداء، وقلة العرض لدى تجار العملة الصعبة في السوق الموازية، وهو ما زاد من فقدانه أكثر في السوق المحلية ومن ثم غلاء سعره، ويعود تزايد الطلب على الدولار من جهة أخرى إلى تضاعف نشاط "تجار الشنطة" يتنقلون ذهابا وإيابا بين الجزائر ودول أخرى ويشترون كل حاجياتهم يالعملة الصعبة من السوق الموازية، وليس من البنوك، مما يتسبب في ارتفاع الطلب على الدولار في السوق الموازية، حيث انتهز هؤلاء غلاء أسعار مختلف المواد في السوق الوطنية لمضاعفة وارداتهم قصد رفع هوامش أرباحهم، مما أدى إلى زيادة الطلب على الدولار ونقصه في السوق وأرجع بائعو العملة الصعبة في ساحة بورسعيد بالعاصمة ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء إلى انخفاض سعر الأورو أمام الدولار في السوق الدولية، مما انعكس على صرف العملة الصعبة في الجزائر . * كما تراجع سعر الأورو في البنوك الجزائرية إلى 93 دينارا بسبب الأزمة، مسجلا أدنى مستوياته منذ 4 سنوات في البنوك الجزائرية بسبب تداعيات الأزمة التي تضرب منطقة الأورو نتيجة تراجع قيمة الأورو أمام الدولار بسبب ديون اليونان، حيث أن العملة الأوروبية كانت تقدر ب 1 , 51 دولار في 25 نوفمبر 2009، وانخفضت إلى 1 , 35 دولار في 23 فيفري 2010، ووصلت إلى 24،1 دولارا يوم 17 ماي الجاري، ثم إلى 1 , 22 دولار أول أمس، وهي أدنى المستويات المسجلة . * وحسب مستوردين يتعاملون كثيرا مع البنوك تحدثت إليهم "الشروق اليومي" فإن انخفاض قيمة الأورو أمام الدولار في الأسواق العالمية انعكس على أسعار بيع وشراء الأورو في البنوك الجزائرية، حيث انخفض سعر الأورو، ويكاد سعر صرف الأورو يتعادل مع سعر صرف الدولار، حيث يساوي الدولار حاليا 75 دينارا في البنوك في حين يساوي الأورو 93 دينارا أي أن الفرق بين 1 أورو و1 دولار في البنوك هو 18 دينارا فقط . * ويتوقع خبراء الميزانية في وزارة المالية أن ينعكس ارتفاع سعر الدولار إيجابيا على الخزينة العمومية، لأن معظم واردات الجزائر تتم بالأورو وليس بالدولار، لأن انخفاض قيمة الأورو سيؤدي إلى انخفاض فاتورة الواردات الجزائرية، حيث ستستفيد الجزائر من انخفاض قيمة صرف الأورو مقابل الدولار نظرا لارتباط وارداتها بدول الاتحاد الأوروبي كالأدوية والمواد الغذائية والحليب .