سجلت أسعار الأورو أرقاما قياسية في بورصة تحويلات الدينار بالسوق الموازية، إذ تعدى سعر البيع 12.75 ألف دينار لمائة أورو، فيما وصل سعر الشراء 12.60 ألف دينار. يأتي هذا الارتفاع بسبب بركان إسلندا الذي حال دون تدفق عملة الأورو التي كان يجلبها الوافدون إلى الجزائر من الخارج. تغيرت مجريات تحويلات تداول الدينار في السوق الموازية بسرعة، بعد أن ألحق بركان إسلندا خسائر بمختلف شركات الطيران وعدد من المؤسسات الاقتصادية، حيث سجل سعر الأورو ارتفاعا مقارنة بالأيام الفارطة، بعد أن قفز سعر البيع من 12.60 ألف دينار لمائة أورو إلى 12.75 ألف دينار عندما يقصد المشتري تجار العملة، أما سعر شرائه من لدى عامة الأشخاص الذين يقصدون هذه السوق، التي تعتبر بنكا ضخما موازيا، فتصل قيمة الشراء إلى 12.60 ألف دينار، بعد أن كانت في حدود 12.45 ألف دينار. واعتبر التجار هذه القفزة القياسية في ظرف قصير فرصة لا تعوض لكسب المزيد من الأرباح بعد أن تزايد الإقبال على طلب العملة في ظرف يتميز بالنشاط التجاري الهام بين أوروبا والجزائر تحضيرا لفصل الصيف، وفي المقابل يشهد تدفق العملة من الخارج نقصا معتبرا حاليا. الصينيون والفرنسيون يفضلون البورصة الموازية الجولة التي قادتنا إلى بورصة السوق الموازية ببور سعيد “السكوار” بالعاصمة، أمس، مكنتنا من الحديث إلى عدد من تجار هذه العملة، الذين أكدوا لنا نقص العملة بسبب توقف الرحلات الجوية، ما قلص من حجم تدفق الأورو إلى السوق المحلية، كما تسببت في إلغاء العديد من رجال الأعمال لصفقاتهم التجارية، لاسيما وأن الكثير منهم - بحسب شهادات تجار هذه العملة - يلجأون إلى السوق الموازية من أجل شراء الأورو، منهم الأجانب وعلى وجه الخصوص الصينيين والفرنسيين، حيث ينتهز التجار الفرصة لرفع قيمة البيع إلى 12.80 ألف دينار لتحقيق أرباح إضافية كون هذه الفئة من زبائن العملة لا يسأل أصحابها كثيرا عن سعر التحويل ولا يناقشون البائع مثل نظرائهم الجزائريين، كما أنهم يتوسطون عن طريق استعمال وسطاء قبل الوصول إلى التجار، لذلك ترتفع قيمة التحويل. وموازاة مع ارتفاع قيمة الأورو ارتفعت حصيلة أرباح التجار اليومية، وكما قال أحدهم “كلما غلا الشيء زادت أرباحه” وهو المعمول به في الجزائر.