تعود قضية تبذير الخبز إلى الواجهة كلما حل شهر رمضان المبارك، الذي يتفنن فيه أصحاب المهنة في صنع أنواع مختلفة منه، تجبر الصائم على اقتنائه، وهو مرغم لإشباع رغبات عينيه التي تظل محركه طوال الفترة، فيجد نفسه يشتري ما طاب من مختلف الأنواع رغم أنه لا يأكل منه إلا كمية قليلة ويجبر على رمي البقية، ما أدى إلى ضياع 10 ملايين خبزة يوميا منذ بداية شهر رمضان في وقت كشفت آخر التقارير أن 50 بالمائة من خبزنا يوجه كأعلاف إلى المواشي! وقال رئيس اللجنة الوطنية للخبازين الجزائريين يوسف قلفاط، في تصريح ل"الشروق"، إن معدل الإنتاج اليومي للخبز خلال ال5 أيام الأولى من رمضان وصل إلى 22 مليون خبزة عبر التراب الوطني مقابل 72 مليون خبزة يوميا خلال الأيام العادية، فرغم انخفاض الإنتاج إلا أن لهفة بعض الصائمين لا تزال تقودهم إلى اقتناء كل أنواع وأصناف الخبز يضيف قلفاط- الذي أكد في الشأن أن 10 ملايين خبزة ضاعت في التبذير يوميا منذ حلول الشهر الفضيل، منها ما أكلته المزابل ليتم إعادة جمعها من طرف مؤسسات رسكلة النفايات والتي بدورها تقوم ببيع كميات "خبز المزابل" للموالين بغرض تقديمها بديلا للأعلاف لفائدة المواشي في ظل الغلاء الفاحش للأكل المخصص لهم. وفي السياق، تطرق قلفاط إلى ظاهرة لجوء بعض المواطنين إلى فتح مستودعات ومحلات لاستقبال أكياس الخبز اليابس أو "البايت" للمتاجرة به، بعدما اكتشفوا أن تجارته مربحة ولا تكلف أي جهد أو أموال سوى انتظار المواطنين وهم حاملون أكياس الخبز اليابس لتخزينه وجمعه حتى يعاد بيعه للموالين أصحاب المواشي في حين وجد هؤلاء ضالتهم، بعدما أصبح المواطن يضع الخبز في أكياس بعيدا عن أكوام القمامة أو يتم تعليقه بالأشجار، ويؤكد المتحدث في الشأن أن 50 بالمائة من الخبز الموجه إلى المستهلك يتم تحويله إلى المواشي كبديل للأعلاف لتبقى كل من المطاعم الشعبية، المستشفيات.. الجامعات ومطاعم المؤسسات العمومية أكثر الوجهات التي ينتشر بها ضياع الخبز والتبذير مقابل انخفاضه لدى المستهلك لنجاح الحملات التحسيسية.