- جمعية حماية المستهلك تطلق حملة لمكافحة التبذير - فتح حوالي 150 سوق.. لضمان التموين ومكافحة الظاهرة كل سنة من حلول شهر رمضان المبارك، يتكرر مشهد إسراف الجزائريين للأطعمة الرمضانية التي لا يجد الكثير منهم أي مانع في إلقائها بالقمامات، بالرغم من منافاة تصرفاتهم غير اللائقة لتعاليم ديننا الحنيف. ولا يقتصر الأمر على الوجبات، بل إن تبذير الخبز قد احتل المرتبة الأولى وقد تصدر صناديق القمامات، وحسب الدراسات، فإن الجزائريين يرمون حوالي 3 ملايين خبزة يوميا خلال رمضان وهو ما يدل على غياب الثقافة الاستهلاكية في المجتمع الجزائري، وهو ما يستدعي، حسب بعض المختصين، التحسيس المكثف لمواجهة هذه الظاهرة. جزائريون يملأون القفة بلهفة في رمضان تشهد معظم الأسواق والمحلات، خلال هذه الأيام المباركة، حركة غير عادية وتدافعا كبيرا لاقتناء مختلف المستلزمات اليومية لشهر رمضان وهو ما زاد من إبراز مظاهر اللهفة لدى الجزائريين، وهو ما أثار استغراب بعض المواطنين، ليقول في هذا الصدد جمال: الكل يشتكي من ارتفاع أسعار اللحوم والخضر، لكنه يملأ القفة بلهفة وهو الأمر الذي يحير ، وفي ذات السياق، قالت سليمة من العاصمة، والتي التقينا بها في السوق البلدي بالشراقة: لم نفهم لماذا يحتاج المواطن مثلا خبزتين ويشتري أربعة او ستة، لتكون مآلها في الأخير المزابل ، والغريب في الأمر أن المستهلكين يدركون جيّدا ذلك وهو ما اعترف به بعض المستهلكين الذين تقربت منهم السياسي ، والذين أكدوا بأنه في شهر رمضان الكريم لا يستطيعون مقاومة الإغراءات التي تفرضها عليهم المخابز ومختلف المحلات بطريقة غير مباشرة عن طريق اعتمادها عرض ما لذ وطاب في هذه المناسبة، التي في الكثير من الأحيان لا تؤكل ونهايتها تكون في أكياس القمامة. وفي ذات الصدد، يقول منير ، 38 سنة، الملاحظ في شهر رمضان أن العائلات الجزائرية تسرف إسرافاً زائداً وغير معقول والكل يعلم أنهم لا يأكلونه بل إن الطعام يذهب إلى مكب النفايات، فهذه الظاهرة خطيرة تهدّد الأسرة والمجتمع، فالكثير من العائلات تقوم بشراء وتحضير كميات كبيرة من الطعام بكافة أنواعه وتقوم بإعداده وطبخه وتحضيره لتناوله على وجبة الإفطار، ولكن الذي يحدث، وبكل أسف، أن هذه العائلات لا تستهلك ربع هذه الكميات الكبيرة التي قامت بشرائها وتحضيرها ويتم رمي الباقي في القمامة، مستهترين بالنعم التي أنعمها الله علينا، مُتناسين انه توجد عائلات لا تجد ما تُفطر عليه أو ما تسدُ به جوعها . ثقافة الاستهلاك تغيب لدى المواطنين فالزائر لمخابز العاصمة خلال الأيام الأولى لرمضان، يلاحظ مدى إسراف المستهلكين في شراء أنواع مختلفة من الخبز، خاصة أن الخبازين يتفننون في إعداد مختلف أنواع الخبز إضافة إلى خبز الزيتون الذي لا يستطيع الجزائريون الاستغناء عنه، إلا أن الملاحظ أن لهفة الصائمين تدفعم لشراء أضعاف حاجتهم اليومية، وهو ما لاحظناه أثناء تقربنا من بعض العائلات خلال جولتنا الاستطلاعية، أين لمسنا أن أغلبهم تغيب لديهم ثقافة الاستهلاك المعتدل للطعام، وكان مبررهم أن السبب في اقتناء كمية كبيرة من الخبز تفوق حاجتهم اليومية أو تحضير عدد كبير من الأطباق هو زيادة شهيتهم لتناول أنواع الخبز الشهية والأطباق التي تسيل لعابهم لمجرد رؤيتهم لها، أو شم رائحتها خلال فترة الصيام. لقصوري: 6 ملايين خبزة ترمى يوميا في المزابل وأكد الحاج الطاهر بولنوار، رئيس جمعية اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين، ان اللهفة تلازم الكثير من الجزائريين، خاصة في مثل هذا الشهر في ظل غياب التحسيس من طرف مختلف المؤسسات التعليمية، المساجد وغيرها من المؤسسات الأخرى، مضيفا ان الظاهرة تزداد من سنة لأخرى حتى بالنسبة لميسوري الدخل والمثقفين، والدليل، حسبه، الفضلات التي يحملها عمال النظافة من أمام منازل العائلات، خاصة الميسورة منها والقاطنة بالأحياء الراقية، وهو ما يوحي بالمبالغة في الإسراف والتبذير الذي يعود لعدة اعتبارات منها الجهل والتباهي والشعور بالرفعة، بالإضافة إلى التبذير الحاصل في المستشفيات. وفي ذات السياق، أكد سمير لقصوري، نائب الأمين العام للمنظمة الوطنية لحماية المستهلك، بأن الجزائريين يستهلكون يوميا 60 مليون خبزة، أي ما يعادل خبزة ونصف للفرد الواحد ويرجع ذلك إلى الاستهلاك المفرط لهذه المادة، كما أن الأشكال وأنواع الخبز تلعب دورا رئيسا في الاقتناء وهناك دافع آخر لاستهلاك مادة الخبز بكثرة وهو اعتماد الأغلبية على هذه المادة كغذاء أساسي، ومن جهته، أضاف لقصوري أن هناك 6 ملايين خبزة ترمى يوميا من طرف العائلات، ناهيك عما يلقي به أصحاب المطاعم ومطاعم الجامعات والمستشفيات. ..ووجبات بأكملها ترمى في القمامة وعلى ما يبدو، فإن الخبز ليس الوحيد الذي يزور القمامة خلال شهر رمضان، وهو ما لاحظناه في اليوم الثاني من الشهر الفضيل، من خلال عبورنا عبر بعض شوارع العاصمة ومرورنا على بعض المزابل حيث لاحظنا أن الأكل المطبوخ كان مرميا أيضا، فقد وجدنا أطباقا كاملة معبئة في أكياس ومرمية مع أن الأكل يمكن، وبسهولة، الاحتفاظ به في البراد الذي أصبح متوفرا في كل البيوت الجزائرية ثم يسخن مرة أخرى ويؤكل بعد يوم أو يومين، ولكن الجزائريين، على ما يبدو، يحبون كل يوم طبخا جديدا، ورمي (الأكل البايت)، ومن الأطباق التي وجدناها مرمية (الضولمة)، (الكباب) ونوع من (القراتان) ومن ينبش تلك القمامة، حتما، سيجد تلك الأطباق مرمية حتى بقطع اللحم التي طبخت به، مع أن سعره لا يقل عن ال1350 دج في القصابات اليوم، دون احتساب ثمن الخضر المستعملة، بالإضافة إلى الزيت والبهارات. ضمان تموين نحو 150 سوق.. لتفادي التبذير ولمكافحة الظاهرة وضمان التموين، أكد مدير التجارة لولاية الجزائر، كريم قش، أن إجمالي 110.000 تاجر ينشطون عبر 148 سوق سيضمنون تموين سكان ولاية الجزائر خلال شهر رمضان، داعيا المواطنين إلى تفادي تبذير المواد الغذائية خلال شهر رمضان. وأوضح مدير التجارة لولاية الجزائر، خلال إطلاق حملة تحسيسية حول التبذير، أنه سيتم ضمان تموين ولاية الجزائر بشكل كاف بالمواد الغذائية خلال شهر رمضان عن طريق 110.000 تاجر ينشطون عبر 148 سوق. في ذات السياق، دعا المواطنين إلى عدم الإفراط في الشراء لتفادي التبذير. و أشار ذات المسؤول، الذي لم يحدد كمية المواد المبددة والمستهلكة بولاية الجزائر، إلى أن الخبز يبقى من المواد الغذائية الأكثر تبذيرا. وركز قش على أهمية التحسيس ضد التبذير سيما في ظرف يعاني فيه البلد من صعوبات مالية ولا بد من تبني سلوك استهلاكي، موضحا أن 57 بلدية بولاية الجزائر معنية بهذه الحملة التي أطلقت بالتعاون مع المديرية العامة للأمن الوطني وجمعيات المستهلكين. كما أبرز أهمية تفادي المستهلكين ظاهرة التخزين التي تؤدي إلى ندرة المواد الغذائية وتساهم في ارتفاع الأسعار. وصرح أن تموين الأسواق بالمواد الطازجة، على غرار الخضر والفواكه سيكون كافيا، موضحا نحن بأوج موسم الإنتاج . ومن جانبه، أكد سيد علي بوكروش، رئيس المكتب التنفيذي لمكتب الجزائر العاصمة للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، أن منظمته تعمل على مكافحة التبذير خاصة ما تعلق بمادة الخبز، وأضاف أن منظمته مجندة أيضا ضد ظاهرة ارتفاع الأسعار. جمعية حماية المستهلك تطلق حملة لمكافحة التبذير وفي خضم انتشار ظاهرة اللهفة والتبذير في رمضان، ارتأت جمعية حماية المستهلك إطلاق حملة للتحسيس وتوعية المواطنين لتجنّب هذه الظاهرة، وهو ما صرح به سمير لقصوري، نائب الأمين العام لجمعية حماية المستهلك في اتصال ل السياسي ، مؤكدا أن سبب التبذير راجع الى العادات التي ارتبطت بها العائلات الجزائرية ويظهر ذلك من خلال عملية استعداد العائلات لهذه المناسبة، ويرجع التبذير الى عدم التحكم في ميزانية البيت وافتقار المواطن الجزائري للثقافة الاستهلاكية، وعليه، ارتأينا، كجمعية تعنى بحماية المستهلك، تنظيم حملة ضد التبذير لترشيد الثقافة الاستهلاكية، لتفادي هذه الظاهرة التي تعرف انتشارا كبيرا كل سنة في مثل هذا الشهر . وللإشارة، ستجوب هذه القافلة مختلف ربوع ولاية تيبازة بمشاركة مختلف الفاعلين في الميدان كمصالح التجارة واتحاد التجار والحرفيين والحماية المدنية وجمعية حماية المستهلك وبيئته. وحسب مدير قطاع التجارة بالولاية، فإنّ القافلة، التي تم تنظيمها بالتنسيق مع عدة جهات فاعلة أخرى، تعنى بتجنب التبذير بالدرجة الأولى، لاسيما وأنّ النمط الغذائي للجزائريين يعتمد على رفع وتيرة الاستهلاك خلال شهر رمضان، الذي تتزامن معه ذات التظاهرة، في حين تبقى أوجه عرض المنتجات هي نفسها تلك التي تشهدها باقي فترات السنة، مما يسفر على حدوث اختلال في معادلة العرض والطلب وجنوح الأسعار نحو الإرتفاع إلى درجات عليا قد تصل أحيانا إلى مستويات جنونية لا تحتمل، كما تسفر ظاهرة التبذير أيضا عن التخلي عن كميات كبيرة من المواد الاستهلاكية كالخبز والخضروات مثلا بحاويات رمي النفايات، الأمر الذي يتنافى وطبيعة المجتمع الجزائري المحافظ، ومن التداعيات السلبية للظاهرة أيضا بروز عدة فوارق اجتماعية بالنظر إلى عدم قدرة عدة فئات اجتماعية على اقتناء منتجات استهلاكية يرتبط استهلاكها بشهر رمضان، باعتبارها باهضة الثمن بفعل ندرتها بالسوق. وقد شملت العملية بولاية تيسمسيلت حوالي 6 ولايات تغطيها المديرية الجهوية للتجارة لسعيدة تحت شعار مكافحة التبذير الغذائي مسؤولية الجميع . وبالمناسبة، أشرف والي تيسمسيلت، عبد الحميد الغازي، رفقة المدير الجهوي للتجارة بسعيدة، عيسات عز الدين، على إعطاء إشارة انطلاق قافلة ستجوب مختلف بلديات الولاية سيتم من خلالها توزيع مطويات تحسيسية على المواطنين تدعوهم إلى ترشيد استهلاك المواد الغذائية خلال الفترة الصيفية، خصوصا في شهر رمضان المعظم. وتشمل هذه التظاهرة، التي تندرج في إطار حملة وطنية من تنظيم وزارة التجارة من 1 إلى 10 جوان الجاري، إقامة معارض على مستوى ولايات تيسمسيلت وتيارت والشلف ومعسكر وغليزان وسعيدة ستسلط الضوء على المنتوجات الجزائرية، فضلا عن عرض ملصقات توعوية من قبل عديد الهيئات العمومية، على غرار غرف التجارة والصناعة والغرف الفلاحية ومديرية المصالح الفلاحية و الجزائرية للمياه وشركة توزيع الكهرباء والغاز. وبرمجت أيضا محاضرات وأيام دراسية تحسيسية ستنشط من قبل إطارات قطاع التجارة بمعية ممثلين عن مختلف القطاعات الشريكة، على غرار مديريتي الصحة والسكان والشؤون الدينية والأوقاف، إضافة إلى أعضاء من جمعية الدفاع عن حقوق المستهلك وبيئته، وفق المنظمين. كما ستنظم بالمناسبة، مسابقة حول ظاهرة تبذير الغذاء ستستهدف تلاميذ المدارس الابتدائية تشرف عليها الإذاعات الجهوية بالولايات المذكورة. وسيكيف أئمة المساجد خطب الجمعة مع موضوع الحملة، بغية توعية شرائح واسعة من المجتمع بالسلبيات التي تترتب عن ظاهرة تبذير الغذاء. إمام: التبذير والإسراف حرام ولمعرفة حكم الدين في هذه الظاهرة التي يشهدها شهر رمضان كل سنة، يقول الإمام سعد الدين، إن هذه الظاهرة تتكرر كلما حلّ شهر رمضان الكريم والغريب في الأمر أن جميع المستهلكين على يقين تام بأن الدين الإسلامي ينبذ التبذير والمبذرين، لكن رغم هذا، فالإفراط في اقتناء مادة الخبز والعديد من المواد الاستهلاكية يرتفع كل سنة خاصة في شهر رمضان، والله، سبحانه وتعالى، نهى عن الإسراف في الطعام وذلك في قوله تعالى: كلوا واشربوا ولا تسرفوا إن الله لا يحب المسرفين ، فإن الإسراف في الطعام حرام لان الإسراف في الأكل الحلال يعد محرما وطرفي النقيض يقولان الإسراف والشح والبخل حرام، لان الإسراف هو تبذير في غير محله، فالتبذير والإسراف سبب يؤدي بصاحبه إلى الكبر وطلب العلو في الأرض قال، صلى الله عليه وسلم: كلوا واشربوا وتصدقوا من غير سرف ولا مخيلة ، كما ان الإسراف سبب من أسباب الضلال في الدين والدنيا، وعدم الهداية لمصالح المعاش والمعاد، قال الله، تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ، لذا يجب على المواطنين تفادي هذه المظاهر المرتبطة باللهفة وغيرها من الأمور التي قد تؤدي الى الحرام.