إنظم أمس شقيق ومستشار رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، السعيد بوتفليقة، الى التجمع الذي نظمه العشرات من المثقفين والفنانين والإعلاميين والأكاديميين، أمام مقر سلطة الضبط السمعي البصري بالجزائر العاصمة، احتجاجا على التجاوزات التي تم تسجيلها خلال بعض البرامج الرمضانية لقناة النهار الخاصة، و الإساءة التي تعرض لها الكاتب رشيد بوجدرة. كان انضمام شقيق الرئيس، السعيد بوتفليقة، الحدث البارز للوقفة الاحتجاجية التي نظمها مثقفون واعلاميون ضد التجاوزات التي اقدمت عليها حصة الكاميرا الخفية رانا حكمناك التي تبثها قناة النهار مع الروائي الكبير رشيد بوجدرة، حيث سلطت وسائل الاعلام الضوء على هذه الانضمام المفاجئ. وقد أكد مقربون من عائلة بوتفليقة، أن هذه الخطوة التي أقدم عليها السعيد بوتفليقة، ليست بالمفاجئة بل نابعة من ثقافة وتقاليد العائلة، التي تهتم بالثقافة والمثقفيين، وأكبر دليل ذلك الاهتمام الكبير الذي يمنحه الرئيس بوتفليقة للقطاع الثقافة، وفي نفس الوقت أكدت نفس المصادر، أن شقيق الرئيس السعيد بوتفليقة حاضر دائما في أوساط المجتمع حيث يشارك ويتفاعل مع القضايا التي يهتم بها الشارع الجزائري في الكثير من المرات، وهذا نابع عن الاحترام الكبير الذي يوليه للمثقفين والشخصيات الوطنية ورموز البلاد . ولدى استقبال الروائي رشيد بوجدرة من طرف رئيس سلطة الضبط السمعي البصري زواوي بن حمادي، أعرب رفقة مجموعة من المتعاطفين معه، عن تنديده بطريقة التعامل التي لقيها من طرف هذه الوسيلة الإعلامية من خلال برنامج للكاميرا الخفية وصفه ب الإرهاب وقال أنه في حالة صدمة من الإساءة التي تعرض لها. وكشف الكاتب أنه سيرفع دعوى قضائية على هذه القناة بداية من الغد بالاستعانة بفريق من المحامين، مؤكدا أن الهدف من تحركه هو وقف الرداءة التي ينتهجها هذا النوع من القنوات ، معربا عن سروره بردة الفعل المتضامنة معه في الجزائر والخارج . ومن جهته، أكد السيد زواوي بن حمادي عن دعمه وتضمانه مع السيد بوجدرة، معتبرا استقباله له وللمتعاطفين معه شرف كبير على اعتبار أنهم يدافعون عن قضية عادلة ، مضيفا أنه متفق على جل النقاط الواردة في البيان الصادر عن المحتجين و متفهم لمطالبهم . وقال المتحدث أن سلطة الضبط السمعي البصري لا تملك في هذه الحالات صلاحية المعاقبة التي هي حاليا من مهام العدالة ، غير أنه دعا في نفس الوقت، إلى عدم التسرع في الحكم على هذه القنوات الخاصة التي سدت فراغا في المشهد الإعلامي . وشهد الشارع المقابل لمقر السلطة بالعاصمة توافد عدة شخصيات فنية و ثقافية وإعلامية و سياسية. و كشف الشاعر عاشور فني أن أكثر من ألف شخص وقوعوا على البيان الاحتجاجي لحد الآن من بينهم إعلاميين ومثقفين ورؤساء جمعيات وناشطين حقوقيين.. ، مطالبا بوقف استخدام وسائل الإعلام لترويع الأسرة الجزائرية والمساس بمعتقدات المجتمع من خلال برامج تروج للعنف . وفي بيانهم، طالب المحتجون الجهات الوصية وعلى رأسها وزارات العدل و الداخلية و الاتصال وسلطة ضبط السمعي البصري بوقف التدهور وردع المخالفات والانحرافات لردع المخالفين للقانون والمخالفين لمبادئ أخلاقيات المهنة . كما دعوا المجتمع المدني والكتاب والإعلاميين للتحرك من أجل الدفاع عن مكانتهم في المجتمع وحقهم في إبداء رأيهم دون التشهير بهم وتعريضهم للسخرية والتجريح بسبب آرائهم ومعتقداتهم . سلطة ضبط السمعي البصري تدين التصرفات المنتهكة لمدونة اخلاقيات المهنة أدان مجلس سلطة ضبط السمعي البصري التصرفات المنتهكة لأحكام مدونة أخلاقيات المهنة مبديا تعاطفه التام مع الكاتب رشيد بوجدرة بسبب ما تعرض له في برنامج الكاميرا الخفية بقناة النهار, حسب ما افاد به اليوم السبت بيان لذات الهيئة. وأوضح البيان أن رئيس سلطة ضبط السمعي البصري زواوي بن حمادي أستقبل اليوم الكاتب رشيد بو جدرة مرفوقا بكل من الاعلامي أحميدة العياشي والشاعر عاشور فني ممثلين لمجموعة من المثقفين و الصحفيين اثر الوقفة الاحتجاجية التي نظمت أمام مقر هذه الهيئة تضامنا مع السيد بوجدرة. و شددت سلطة ضبط السمعي البصري على وجوب تفادي القذف والسب والعنف بشتى صفاته في برامج الكاميرا الخفية (التي يقع اصحابها) تحت طائلة تطبيق قوانين الجمهورية ،مذكرة بتحذيرها عشية الشهر الفضيل للقنوات بضرورة تفادي مثل هذه الممارسات و احترام المواطن بالدرجة الأولى.