يتجه التلفزيون الجزائري إلى خسارة رهانه في السباق الرمضاني على مسلسل "صمت الأبرياء" الذي حشدت له اليتيمة كافة الإمكانيات الدعائية لرفع نسب المشاهدة خلال الشهر الفضيل خاصة وأنه يحمل بصمة المخرج عمار تريباش. بعد الأسبوع الأول من بث المسلسل يقف المشاهد على جملة من الملاحظات المتعلقة بالوجوه التي ظهرت في العمل وطريقة الإخراج والديكور وحتى سير الأحداث يجعل المشاهد يتنبأ بما سيأتي في الحلقات اللاحقة. "صمت الأبرياء" الذي يقدم الممثلة "سارة لعلامة" في دور البطلة لم يبذل المخرج مجهودا ليجعلها تقدم للمشاهد شيئا جديدا في العمل بالمقارنة مع أدوارها السابقة وهي التي تظهر هذا الموسم في دور البطلة للمرة الرابعة على التوالي، فالذي يشاهدها في صمت الأبرياء يشعر وكأنه يشاهد نفس الممثلين بنفس الأداء وتقريبا في نفس الأدوار في "قلوب تحت الرماد" و"أسرار الماضي"، دور الشابة الحنونة الهادئة التي تواجه مشاكل عائلية في سبيل المحافظة على حبها. الأمر الذي يضعنا أمام سؤال يطرح نفسه بقوة لماذا اعتمد عمار تريباش على نفس كاستنيڨ بشير سلامي؟ سير الأحداث كما يطرحها السيناريو المقتبس عن عمل تركي أعيد الاشتغال عليه يستخف بالمشاهد ولا يحترم عقل ولا ذكاء الجمهور، كيف يمكن مثلا أن نتصوّر أن شابة تلتقي بشاب وفي المرة الأولى منذ اللقاء الأول تترك له مفاتيح السيارة دون أن تكون هناك مقدمات لتوطيد الثقة بين الطرفين؟ مشهد استعادة البطلة لشريط ذكرياتها دون مؤثرات وفي عز النهار، مشهد تواجد السلم في مقبرة وطفل لا يتجاوز عمره عشر سنوات في المقبرة التي تم اختيارها كمكان لبداية قصة الحب. هذا دون الحديث عن الحوار والمبالغة في الرفاهية والترف الأمر الذي يجعل العمل الذي راهن عليه التلفزيون الجزائري لاستقطاب الجمهور العريض فئويا يخاطب فقط جزءا من المجتمع.