تأسف الفنان الكوميدي صالح أوقروت لاضطرار فريق العمل التنقل إلى تونس لتصوير سلسلة "عاشور العاشر2" وعدم اهتمام المستثمرين الجزائريين بالقطاع الثقافي، وعلّق قائلا "للأسف لدينا مستثمرون في الجبن ولم يصلوا بعد إلى مرحلة النضج التي تدفعهم إلى بناء استوديوهات تصوير. صوّرنا العمل في ديكور المنتج التونسي طارق بن عمار وهو نفسه الديكور الذي صوّر فيه فيلم "عمر الشريف" وانطونيو بونديراس وهي مدينة سينمائية "لطرش" في براكة الساحل بتونس متوفرة على كل الديكورات وتم إجراء بعض التعديلات لتتناسب مع حلقات ومواضيع "عاشور العاشر2". وأضاف "صويلح" في رده على سؤال الشروق حول مستوى المنافسة بين نجوم الكوميديا في الجزائر وعن مدى صحة أنه الأعلى أجرا لحد الآن "يقال إنني الأعلى أجرا ولكنني لست متطلبا.. أنا إنسان قنوع جدا ولا أفاوض كثيرا على أجري حتى وإن كانت الميزانية ضخمة. أنا إنسان بسيط سليل عائلة بسيطة تؤمن بأن القناعة هي الثراء الحقيقي". واستطرد "بالنسبة للثنائيات.. التاريخ يؤكد أنني كنت سببا في تقديم بعض الأسماء إلى الشاشة وسببا في ثرائها أيضا. بالنسبة لي لا أزال أحلم بعمل يجمعني مع الكبير عثمان عريوات الذي جمعني به آخر عمل في فيلم "كرنفال في دشرة".. عثمان عريوات، خارج التصنيف، فنان وإنسان". ولا ينكر "الجمعي" أن كيمياء خاصة تجمعه بالمخرج جعفر قاسم وأنها سرّ النجاحات المتتالية بدءا من "ناس ملاح سيتي" و"الجمعي فاميلي" وصولا إلى "عاشور العاشر".. ويوضح "فعلا لا يمكن إنكار وجود علاقة عمل مثالية مع المخرج جعفر قاسم الذي اعتبره أحسن مخرج تلفزيوني اليوم في الجزائر وأكثرهم تحكما في التقنية. بدايتي معه كانت عندما طلب مني الانضمام إلى فريق "ناس ملاح سيتي" ونجحنا وقتها في افتكاك أغلب جوائز "الفنك الذهبي". وأذكر أن سيد أحمد قناوي عندما عرفني إلى الكولونيل سنوسي أثنى على أدائي وشجعه على الاستثمار في مواهبي ونجحنا كفريق في القفز بالإنتاج التلفزيوني سنة 2002".
لدينا "أزمة رجال" ولابد أن ينتهي "السوسيال" في الفن بعض الفنانين لديهم مركب نقص وأدعوهم للعودة إلى الواقع أتقبّل انتقادات الجمهور وعلينا الاهتمام بقامات الجزائر قال الممثل الكوميدي صالح أوقروت إن تقمّصه لبعض الأدوار الحساسة مثل تجسيده شخصية "الجارية عاشورة" قد يعجب الجمهور أحيانا وقد لا يرضيهم أيضا، مضيفا أنّه يتفهم ويتقبل انتقادات المواطن البسيط ويحترم رأيه وسيأخذها بعين الاعتبار في الأعمال القادمة.
أرتجل دائما في أدواري ومع أغلب المخرجين وعن السيناريو الذي كتبه المخرج جعفر قاسم رفقة شفيق بركاني، أوضح أنّه كان عبارة عن ورشة كتابة شارك فيها أخرون منهم اليوتوبر أنس تينا، لكن حاد عن قاعدة السيناريو من خلال الارتجال في الأداء واستبدال بعض ما جاء في السيناريو حسب ما يتلاءم مع طبيعة المشهد. مؤكدا أنّ الارتجال يعتمده مع أغلب المخرجين وليس مع جعفر قاسم فقط. وقال: "أحيانا أجد نفسي لا أعيش عبارة مشهد معين جاءت في السيناريو وبالتالي أضيف لها بعض الأمور بهدف إثراء الدور". وأشار "أوقروت" لدى نزوله ضيفا على "الشروق اليومي" إنّ خاصية الارتجال التي يتمتع بها جعلت المخرجين يعملون معه ويختارونه لأداء أدوار مختلفة في أعمالهم لكون الخفة وروح الدعابة التي يتمتع بها تعجبهم. ولفت في السياق أن نسبة النجاح من خلال "الارتجال" في العمل تكون كبيرة مقارنة بالالتزام بالسيناريو حرفيا. ولم يخف "السلطان عاشور" أنّ الدراما والكوميديا في الجزائر تعاني من أزمة سيناريو رغم وجود القلة القليلة التي لا يتم التعامل معها بصورة كبيرة. وعبّر بقوله: "انتهى زمن السوسيال في الفن ولابد من الرجل المناسب في المكان المناسب". واعتبر في السياق ذاته أنّه يمكن عمل الكثير في مجال التمثيل في بلادنا لتوفر الإمكانيات البشرية والمادية لكن يعتقد أنّ ما ينقص هم "الرجال": "لدينا أزمة رجال والفوضى عمّت الفن، فضلا عن المحاباة والنفاق الفنّي مع غياب الصراحة وعدم إعطاء الجمهور (المجتمع) قيمته الحقيقية، لذلك يحيّرني من يقدم أعمالا مغشوشة وينام هانئا، عملنا هو مسؤولية أمام الله وأمام المجتمع".
سيناريو عمالقة الجزائر يجب أن يكتب بالدم في سياق آخر أشاد أوقرت بفيلم ومسلسل عبد الحميد ابن باديس، وقال إنّ سيناريو قامات مثل ابن باديس يجب أن يكتب بالدم، كما أبدى اعتزازه كثيرا بوجود شخصيات كبيرة في بلادنا أمثال بن باديس والميلي، والعربي التبسي والبشير الإبراهيمي، مالك بن نبي..إلخ، لكن تأسف لعدم الاهتمام بهم سينمائيا ودراميا وعبرّ عن ذلك "الجزائر تشبه قاعة انتظار.. لم ننطلق بعد ورانا نبريكوليو برك.. لكن هناك ثورة شبابية قادمة في الفن والثقافة".
أنصح بعض الفنانين بالخروج من بروجهم العاجية وذكر في حديثه المخرج مؤنس خمّار على ضوء تحضيره لمسلسل "حيزية" ووصفه بالمخرج الجيد وبراعته وموهبته المميزة سيكشفهما المستقبل، بالإضافة إلى مواهب شابة أخرى مثقفة سواء في مجال الإخراج أو التمثيل، إلى جانب ثقافتهم الاجتماعية على مستوى السلوك ومعايشة الواقع كما يفعله ممثلون أمريكيون. ودعا "أوقروت" بعض الفنانين الجزائريين (مخرجون، ممثلون..) إلى التخلي عن غرورهم ومركبات النقص التي يعانون منها والخروج من بروجهم العاجية بالاحتكاك بالمجتمع وبحياة الفقراء من أجل تقديم أدوار حقيقية، بدليل ما يقدم من أدوار في الوقت الراهن تنفي أنّهم محتكون بواقعهم كما ينبغي.
"الرسائل السياسية في "عاشور العاشر" لم تكن مبتذلة وأعتذر لجمهوري عن مشهد السرير" نجاح "عاشور العاشر 2" حرمني من التجوال في الأحياء الشعبية قال نجم الكوميديا صالح أوقروت إنه لم يكن يتوقع النجاح الكبير والشعبية التي حظي بها مسلسل "عاشور العاشر" في الشارع الجزائري الذي تربع للعام الثاني على التوالي على عرش الأعمال الرمضانية وإن كان نجاحه متوقعا - يقول أوقروت- خاصة وأنه يحمل بصمة المخرج المبدع جعفر قاسم المتربع حاليا على عرش الإخراج التلفزيوني في الجزائر لتحكمه في الجانب التقني من دون منازع. وأضاف سلطان البرامج الرمضانية لدى نزوله ضيفا على جريدة الشروق أن النجاح الذي خلفته السلسلة لم يعد معها ممكنا أن يتحرك بحرية خاصة في الحارات والأحياء الشعبية التي يعتبرها المتحدث "تيرمومترا حقيقيا" لقياس نجاح أي عمل، حيث يواجه ضغط الجمهور والمعجبين الذين يرغبون في أخذ الصور أو الحديث معه أو حتى عزومته". يحدث أن تتجاوز طلبات أخذ الصور في الشارع 100 صورة في اليوم، ومن بين الطرائف التي صادفت أوقروت مع جمهوره ويرويها في الشروق أن أحد معجبيه وهو إطار سام دعاه إلى بيته على الساعة الثانية صباحا وأيقظ أطفاله في ذلك الوقت المتأخر جدا من أجل التعرف على "صالح جا الماء".
الدراما خدمت الكوميديا والسياسة كانت روح العمل يرى صالح أوقروت أن طاقم العمل لم يكن متخوفا من ردة الفعل تجاه الرسائل السياسية التي جاءت في عاشور العاشر لأنها لم تكن مبتذلة ولا سوقية وكان لها ما يبررها في العمل وخدمت البعد الفني للحلقات، وهذا ليس مشكلة أبدا ومن دون تلك الرسائل كان العمل سيكون جسدا بلا روح، مؤكدا في نفس السياق أن المزج بين الدراما والكوميديا كان له غرضه في المسلسل حيث جاءت الدراما في خدمة اللقطات الكوميدية وبالتالي كان من الضروري المزج بين الكوميديا والدراما.
أنا ابن عائلة محافظة ومشهد السرير لن يتكرر أبدا في أعمالي القادمة اعترف صالح أوقروت لدى نزوله ضيفا على جريدة الشروق أنه أخطأ في تصوير المشهد الذي يجمع بينه وبين رزان في الفراش، مؤكدا أنه تلقى ملاحظات من طرف جمهوره بشأن المشهد الذي يصفه بالخطأ الذي لن يتكرر مستقبلا. أوقروت برّر قراره بعدم تكرار مثل هذه المشاهد في الأعمال القادمة ليس فقط لأنه نجم شعبي لكنه أيضا ابن عائلة محافظة وأعماله تلتف حولها العائلة الجزائرية وجمهوره يمتد من العجوز إلى الطفل الصغير، فمن غير المعقول أن يقدّم ما يفرّق العائلة. واستغل صالح أوقروت فرصة حديثه عن عاشور العاشر لتقديم اعتذار لجمهوره بشأن مشهد السرير مع رزان، معتبرا أن المشهد كان خيار المخرج جعفر قاسم وجاء في السيناريو بتلك الطريقة ويعتبر عاديا ربما لكن بالنسبة له كان سابقة وعد أن لا يكررها في القادم من الأعمال
حلقة التنين والملكة جواهر كانت موجّهة للأطفال كشف صالح أوقروت أن وتيرة العمل في مسلسل عاشور العاشر كانت متعبة ومرهقة بمعدل 15 ساعة في اليوم في استوديوهات طارق بن عمار في تونس بالمدينة السينمائية التي شهدت تصوير عدة أعمال لمخرجين كبار عبر العالم. وقال بشأن مشهد التنين الذي وجهت له انتقادات من طرف الجمهور أن الحلقة لقيت إعجابا وإقبالا من طرف الأطفال والشباب "أنا فنان جمهوري يمتد من طفل الخمس سنوات إلى العجوز ومن العدل أن أقدم ما يرضي أذواق هذا الجمهور بمختلف فئاته لكنه اعترف أن حلقة الملكة جواهر والتنين المقتبسة من عمل أمريكي غاب عنها الإبداع بعض الشيء داعيا في المستقبل إلى الاستلهام من تراثنا وثقافتنا. أوقروت قال إن الجزائر لديها ما يكفي لتحقيق ذلك لو توفرت على كتّاب سيناريو محترفين لاقتباس هذا التراث بشخصياته إلى السينما والتلفزيون لكن الجزائر التي اعتبرها أوقروت أشبه ب"قاعة انتظار كبيرة" يغيب فيها التخصّص في الكثير من المهن السينمائية وخاصة كُتّاب السيناريو القادرين على تحويل شخصياتنا إلى أعمال تستقطب الجمهور.