احتضنت العاصمة المالطية فاليتا، الأربعاء والخميس، حفلا لتوزيع جائزة إعلام الهجرة لعام 2017، في نسختها الأولى في المنطقة الأورومتوسطية، والتي نظمها المركز الإعلامي المفتوح "Open Media Hub" بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، والمركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة ICMPD. وتم تكريم 36 عملا صحفيا النسخة الأولى من جائزة الهجرة في الإعلام الذي تناول الهجرة في المنطقة الأورومتوسطية من جميع جوانبها من 16 بلدا مختلفا على امتيازهم الإعلامي في التقرير عن الهجرة في منطقة الاورومتوسط. وقد وضعت هذه المبادرة من مشروع الEUROMED IV والOpen Media Hub بتمويل من الاتحاد الأوروبي بوضع المخطط بالتعاون مع مكتب دعم اللجوء الأوروبى (EASO) ووزارة الخارجية في مالطا. وتتألف الجائزة من الفوز بعقد ممول من الاتحاد الأوروبي لإنتاج محتوى جديد أصلي أو أطول أو أكثر تفصيلا يغطي جوانب أخرى من المسألة التي تم تناولها في البداية. وقامت لجنة التحكيم المؤلفة من صحافيين عالميين بتقييم أكثر من 120 عمل صحافي في 4 فئات: فيديو، راديو، أونلاين، وطباعة و ثلاث لغات: عربي، فرنسي، وإنجليزي.
صحفيان جزائريان يتألقان في فاليتا وفاز الصحفي الجزائري، فوزي بن جامع بالجائزة الأولى في فئة "الراديو"، عن تقرير تناول فيه معاناة عوائل المهاجرين غير الشرعيين في الجزائروبلجيكا الذي تمّ بثه عبر البرنامج الإذاعي "بي بي سي اكسترا". وقال بن جامع في تصريح له إن "التقرير الذي فاز بالجائزة كان ثمرة جهد طويل من العمل والتعب، استغرق إعداده أكثر من شهر كامل ، حيث قضى منهما أسبوعين في بلجيكا و أسبوعين في سكيكدة والقل وعنابة في الجزائر". وأكّد أن "الجائزة تؤشِّر إلى أهمية الصحافة الجادة التي يقدمها الصحفي الجزائري داخل وخارج الجزائر ، متمنيا أن يتم تشجيع الصحفيين الجزائريين داخل بلدهم بشكل سنوي تشجيعا لمجهوداتهم وتثمينا للعمل الصحفي الجيد، مهديا هذا الفوز للجزائر وفلسطين والعائلة الصغيرة". وقال أحد أعضاء اللجنة "إن هذا النوع من التقارير له فضل كبير للصحافة، لأنه يسلط الضوء بقوة على التحديات الإنسانية والسياسية التي تواجه أزمة الهجرة". كما تم تكريم الصحفي الجزائري شهر الدين برياح من جريدة "الوطن"، بالجائزة الثانية في فئة الصحافة المكتوبة، عن تحقيق بعنوان "أطفال أفريقيا المحكوم عليهم: مصير المهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى بين الجزائر والمغرب". وقال برياح في تصريح ل"الشروق أون لاين" الذي حضر فعاليات حفل توزيع الجوائز، إن "هذا التكريم جاء ثمرة لجهود حوالي 20 سنة من العمل حول ملف المهاجرين خصوصا القادمين منهم من مناطق جنوب الصحراء الكبرى، حيث قدم أوائل المهاجرين نحو منطقة مغنية بولاية تلمسان في سنة 1999، ومنذ ذلك الوقت وأن أعمل على هذا الملف". وأضاف "زرت العديد من مناطق وجود هؤلاء المهاجرين، كما انتقلت إلى مالي وإسبانيا ومنطقة الناظور في المملكة المغربية للإطلاع على أوضاعهم". وأوضح الصحفي شهر الدين برياح بقوله "أعتبر الجائزة ضغطا إضافيا لإنني عشت دراما مع المهاجرين الماليين، وهذا ما يحفزني أكثر على العمل في المستقبل حول نفس الموضوع". وعلق على الحدث بأنه كان من الأفضل خلق حوار أورومتوسطي بين دول جنوب وشمال المتوسط حول موضوع الهجرة نظرا لوجود إزدواجية في الخطاب والمعالجة.
الهجرة في المتوسط.. قصص ومآسي وفي ندوة نقاش حول موضوع الهجرة، في اليوم الثاني من حفل توزيع الجوائز، قال أيدان وايت من شبكة الصحافة الأخلاقيّة وهو أحد أعضاء لجنة التّحكيم "هذا النّوع من التّغطية الصحفيّة له الفضل الكبير على صحافة الصّالح العام وهو يلقي الضّوء على التّحديّات ذات الطّابع الإنساني والاستراتيجي لأزمة الهجرة التي حدثت مؤخّرا، حيث يطرح الكاتب تساؤلات لا يمكن تجاهلها ويتحدّى تلك الأطراف التي تتقدّم بحلول مبسّطة". من جهته، قال مدير فريق "Open Media Hub"، دومينيك تييري، إن ملف الهجرة يعد مشكلة كل الشعوب التي يجب أن يتم نقلها من طرف الصحفيين الذين تقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة في نقل معاناة المهاجرين واللاجئين في مختلف بلدان العالم خصوصا في منطقة المتوسط. وأكد تييري، في تصريح ل"الشروق أون لاين"، أن فريق المركز الإعلامي المفتوح "Open Media Hub" سيواصل منح الدعم للصحفيين عبر الإتحاد الأوروبي عبر التكوين ولإنجاز مواضيع تتعلق بموضوع الهجرة الذي يشكل تحديا كبيرا بالنسبة للدول المتوسطية. أما مدير مبادرة الصحافة الأخلاقية، توم لاو، فتطرق للمشاكل التي يتعرض لها المراسلون الصحفيون أثناء تغطياتهم الميدانية لمواضيع تتعلق بالمهاجرين، مشيرا إلى ضرورة إظهار الجانب الإنساني في التغطية الصحفية لمثل هذه المواضيع للحصول على المعلومات من طرف المهاجرين، كما أوصى بوجوب التكلم مع الجميع باستخدام مختلف الوسائل والحذر لدى استخدام الصور والفيديوهات في التقارير المنجزة. كما تحدث المتدخلون في الندوة عن العديد من النقاط منها التحديات التي يواجهها الصحفيون المستقلون، وكيفية التعامل مع الدعاية للإرهاب وتغطية قضية احتجاز الرهائن، وتأثير منصات التواصل الإجتماعي التي تنافس الراديو والتلفزيون في نشر الأخبار. * * *