يقول الله - عز وجل- عن إرادة أعداء الإسلام ومخططاتهم بأنهم "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم". وهذه حقيقة أكّدها التاريخ منذ أكرم الله - عز وجل- البشرية بهذا الدين القيم، الذي "يهدي للتي هي أقوم"، وإن عمي عن هذه الحقيقة العمي، الصّمّ، البكم.. شر الدواب.. حتى ممن "ينتسبون" إلى الإسلام.. ويؤكد الله - عز وجل أن هؤلاء الأعداء لا يترددون في استخدام أبسط الوسائل (النفخ بالأفواه) فضلا عن أكبر الوسائل وأخطرها لتحقيق غايتهم، من غير أن يرقبوا في المؤمن وفي دينه إلا ولا ذمّة.. وقد أنبأ الله - سبحانه وتعالى- المؤمنين بكل ذلك حتى لا تكون لهم حجة على الله، إن وقعت الواقعة.. ولكن الله - سبحانه وتعالى- الذي قضى - ولا راد لقضائه- أن تكون كلمته هي العليا، أكد أن الأمر ليس بأمانيّ الكائدين، المتربصين بالإسلام، الحاقدين عليه، وأنه - عز وجل- سيتم نوره ولو كره الكافرون والمشركون، لأن مثلهم كمثل من يريد إطفاء نور الشمس بنفخة من فمه.. والكافر لغة هو الساتر، أو المغطي للشيء.. فمن يزيّن له قرينه أن يستر الشمس ويغطيها؟ إن إتمام الله - عز وجل- لنوره قد يكون بإظهار حجة الإسلام، وقوة ما يطرحه من عقائد، وشعائر، وشرائع.. فيتأكد الناس من صلاح هذا الدين القيم.. الأقوم قيلا، الأهدى سبيلا، الأنجع حلولا. ومما يذكر في هذا الشأن أنه منذ بضع سنوات ضربت العالم أزمة مالية كادت تنسف الاقتصاد العالمي نسفا، فكتب رئيس تحرير إحدى المجلات الاقتصادية الكبرى "تشالنجر" افتتاحية في أحد أعدادها تحت عنوان "البابا والقرآن"، حيث دعا "البابا" إلى "قراءة القرآن - الكريم- بدلا من الإنجيل لفهم ما يحدث بمصارفنا"، ودعا إلى "احترام ما ورد في القرآن.. لأن النقود لا تلد النقود". وقد علق رئيس تحرير مجلة Le journal de finance الفرنسية في أحد أعدادها على ما كتبه رئيس تحرير المجلة الأمريكية "تشالنجر"، متسائلا: "هل تأهّلت وول ستريت لاعتناق مبادئ الشريعة الإسلامية؟". (جريدة الخبر 9-10-2008.ص 23. إن السبب الرئيسي لتلك الأزمة، ولكل الأزمات الاقتصادية هو "الربا"، الذي سماه الخبير الاقتصادي عبد الحميد الغزالي: "الإيدز الاقتصادي". فمتى تفيق خشبنا المسندة؟