لا شك في أنّ الدِّين الحق هو دين الإسلام الذي بعث الله به خاتم أنبيائه ورسله محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم إلى النّاس أجمعين، وإنّ الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم يكيدون منذ ظهوره له ولأهله ليلاً ونهارًا، ليخرجوا من النور إلى الظلمات حسدًا من عند أنفسهم، قال تعالى: {مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كفروا مِن أهل الكتاب ولا المشركين أن يُنَزَّلَ عليكُم مِن خيرٍ مِن ربِّكم} البقرة: 105، وقال سبحانه وتعالى: {وَدَّ كثيرٌ مِن أهل الكتاب لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّنْ بعْدِ إيمانِكُم كُفَّارًا حسدًا مِن عندِ أنفُسِهم مِّنْ بعْد ما تَبَيَّنَ لهُمُ الحقُّ} البقرة: 109، وقال جلّ جلاله: {يا أيُّها الّذين آمنوا إنْ تُطيعُوا الّذين كفروا يَرُدُّوكُم على أعقابِكُم فَتَنْقَلِبُوا خاسرين} آل عمران: .149 والنصارى كانوا ولا يزالون يبذلون قصارى جهدهم من أجل إخراج المسلمين من دينهم، وإغرائهم باعتناق المسيحية عبر ما يُعرَف بالتبشير الذي يدعون من خلاله للنصرانية المحرّفة المزيّفة، وقد أنفق النصارى أموالاً طائلة وجهودُا كبيرة في سبيل تحقيق حلمهم المنشود، ألا وهو تنصير العالم عمومًا والمسلمين خصوصًا، وخططهم في ذلك معروفة، يتّخذون من أجل إنجاحها وتطبيقها أنجع الوسائل. ومن بين تلك الوسائل: إرسال البعثات التنصيرية إلى البلدان الإسلامية، وهذه البعثات مبرمجة على تنفيذ أخطر الأساليب غير المباشرة والبعيدة المدى في الإغراء، منها التطبيب وتقديم الرعاية الصحية، التنصير عن طريق التعليم، التنصير عبر وسائل الإعلام وغيرها من مكائد المنصّرين الماكرين... ولكن أين يذهبون من مكر الله جلّ جلاله القائل في كتابه: {ويمكرون ويمكُر الله واللهُ خير الماكرين} الأنفال: 30، والقائل أيضًا: {يُريدون أن يُطفئوا نور الله بأفواههم ويأبَى الله إلاّ أن يُتِمَّ نوره ولو كرِه الكافرون} التوبة: .32 ونحمد الله أنّ كثيرًا من الجزائريين ممّن سقطوا في تلك المصائد رجعوا إلى وعيهم وتابوا إلى الله عزّ وجلّ، وعلموا وأقرّوا أنّ الدِّين الحق هو الإسلام، وأن خاتم الأنبياء والمرسلين واجب الاتباع، هو محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وأنّ شريعته نسخَت جميع الشرائع وأنّ القرآن كلام الله نسخ جميع الكتب السابقة. إنّ المسؤولية عظيمة ومشتركة بين جميع المسلمين للوقوف أمام الزحف الخطير، فينبغي تأصيل العقيدة الإسلامية الصحيحة في كلّ مسلم، ولا بُدّ من تبصير النّاس وتوعيتهم بمخاطر التنصير وأساليب المنصّرين للحذر منها، وبيان خدعهم وإظهار ضلالهم وزيغهم. وفي الختام ندعو إلى تنشيط وتكثيف التكافل الاجتماعي بين المسلمين والتعاون فيما بينهم، فتراعى حقوق الفقراء حتّى لا تمتد إليهم أيدي النصارى مستغلة حاجتهم وفقرهم. وعلى المسلمين العمل على القضاء النهائي على الأثافي الثلاثة: الفقر والمرض والجهل، لأنّها منافذ يدخل منها المبشّرون بدعوى الرحمة والتراحم، ويزرعون بها السموم، ردّها الله إلى نحورهم، وهدى أبناءنا وبناتنا للتي هي أقوم.