في كل مرة يتم فيها استعادة المفتش الطاهر في سلسلة كوميدية جديدة إلا و"نشدّ قلبي غضبا وكمدا" من كثرة ما يتعرض هذا الممثل إلى التشويه حقا، فالتقليد الذي يريد البعض القيام به، لا يخرج عن تكرار الكلام والطريقة لكن الروح تبقى غائبة!! هذا ما يمكن ملاحظته على سيتكوم "عودة المفتش" الذي يعرضه التلفزيون الجزائري، حيث يتم الاعتماد على تقليد فجّ للحاج عبد الرحمان من طرف الممثل الشاب مراد جاليت، لكن من دون مراعاة الروح التي غابت، وانعدام الإحساس الذي كان يحرك هذا الممثل الكبير أمام الكاميرا!! قلنا مرارا وتكرارا، إن المفتش الطاهر ليس مجرد لهجة جيجلية، ولا نكتا أو مواقف غاضبة من (لابرانتي)، لكن المفتش هو الروح الكوميدية العالية، وسرعة البديهة في التقاط النكت، والحضور الطاغي على الشاشة، وهو ما لم يتوفر عند جميع مقلديه حتى الآن! ثم لماذا التقليد أصلا، ولماذا البحث عن استنساخ المفتش الطاهر أو "لابرانتي"، ابحثوا عن خلق شخصيات كوميدية جديدة، لعل وعسى تنجح فيما فشل فيه التقليد، بدلا من إضاعة الوقت في السطو على نجاح تاريخي أو محاولة التسلل إلى قلوب المشاهدين من شخصيات قديمة ومحبوبة.