عرفت علامات التصحيح الأولي لأوراق مترشحي امتحان شهادة البكالوريا 2017، في الجزائر العاصمة نتائج متباينة، حيث اختلفت آراء المصححين على اختلاف الشعب والمواد، فالنتائج عادية في معظمها وكارثية في بعضها مثلما هو مسجل في مادة الفلسفة واللغة الفرنسية، غير أن الأساتذة أجمعوا على أن المواضيع وكذا سلم التنقيط كانا في صالح التلاميذ، فيما انتقد البعض ظروف العمل بسبب الحرارة وغياب وسائل التكييف ونقص عدد المصححين وغيرها. في جولة استطلاعية قامت بها "الشروق"، الخميس، على مستوى بعض مراكز التصحيح بالعاصمة للوقوف على ظروف وعلامات التصحيح الأولي، خرجت ببعض النتائج، حيث صرّح بعض الأساتذة ممن التقينا بهم، أنّ علامات التصحيح الأولي متباينة، إذ سُجلت نتائج لا بأس بها في بعض المواد، في حين سُجلت نتائج كارثية في مواد أخرى على غرار الفلسفة واللغات الأجنبية، حيث أجمع بعض الأساتذة على أن علامات الفلسفة كانت متدنية جدا خاصة بالنسبة للشعب العلمية، ففي شعبتي العلوم التجريبية والرياضيات صرّح بعض الأساتذة أنهم رفضوا التصحيح النموذجي الذي أقرته وزارة التربية الوطنية، واعتمدوا تصحيحا نموذجيا آخر اتفق عليه مجموعة من الأساتذة وقاموا ببعثه للوزارة الوصية ووافقتهم عليه، وأضافوا أن العلامات كارثية في مادة الفلسفة بالنسبة لهذه الشعبة، خاصة بالنسبة للذين عالجوا الموضوع الأول والثاني، في حين أن أغلبية الذين تحصلوا على معدل في مادة الفلسفة بالنسبة لشعبة العلوم التجريبية كانوا من الذين عالجوا النص، وهذا على غير العادة، كما جاء على لسان بعض الأساتذة الذين قالوا إنه خلال السنوات الفارطة، جميع التلاميذ الذين يعالجون النص لا يحصلون على علامات جيدة في الفلسفة، لكن هذه السنة جاء النص مباشرا فكانت الإجابات والعلامات جيدة، والأمر نفسه بالنسبة لباقي الشعب العلمية وحتى شعبة الآداب واللغات الأجنبية، عرفت هي الأخرى نتائج كارثية في مادة الفلسفة حيث بلغ عدد الذين لم يحصلوا على المعدل فيها نحو 80 بالمائة، حسب ما صرح به الأساتذة لنا، أما فيما يتعلق بشعبة الآداب والفلسفة، فوصف الأساتذة النتائج بالمقبولة والحسنة، بعدما وصلت بعض العلامات سقف 18.30 من 20، في حين تراوحت غالبية العلامات بين 10 و16 من 20. وفيما يتعلق بظروف العمل والتصحيح فقد انتقد غالبية الأساتذة الذين التقت بهم "الشروق" عبر مختلف مراكز التصحيح بالعاصمة الظروف، ووصفوها بالسيئة في حين خرج البعض منهم في احتجاجات، كمركز ابن الهيثم الذي شنّ الأساتذة المصححون فيه عشية أمس، وقفة احتجاجية بعد انتهاء عملية التصحيح للمطالبة بالتكييف وتحسين وجبة الغداء خاصة بعدما تعرضوا لما وصفوه بالإهانة الكبيرة، عشية أمس، عندما انتقلوا إلى المطعم لتناول وجبة الغذاء في حدود الساعة الثانية والنصف بعد الزوال، ليتم غلق الباب في وجوههم أين ظلوا تحت أشعة الشمس لما يقارب الساعة، وهذا ما جعلهم يشنون احتجاجا أمام المركز بعد انتهاء عملية التصحيح مباشرة.