قطعت المسابقة الرسمية لمهرجان المسرح المحترف أسبوعها الأول دون إحداث الكثير من المفاجآت في العروض العربية منها والجزائرية التي ظلت متواضعة حتى الآن، إذ بقيت مسرحية صونيا الجديدة "أمام أسوار المدينة" العرض الوحيد الذي شد انتباه الجمهور والضيوف وأقنعهم... بينما شكل عرض سيدي بلعباس "شظايا" خيبة أمل لمتتبعي مسرح بلعباس الذي عودنا دائما على صنع الاستثناء في المهرجانات، ولكن الخدع البصرية التي اعتمدها هذه المرة عبد الرحمن عسوس لم تكن كافية لتجسيد أسطورة كاتب ياسين "نجمة" فحوّلها إلى شظايا تناثرت أجزاؤها في قاعة مصطفى كاتب وتركت بعض الخيبة والكثير من المرارة في نفوس من تابع العرض ليلة أمس الأول، إذ لم يكن للممثلين على الخشبة ذلك الحضور الجسدي الطاغي والقادر على الوصول إلى النفوس، خاصة وأن مسرح كاتب ياسين كان شعبيا، هدفه الأول والأخير الوصول إلى الجماهير وملامسة همومها وطموحاتها، فخرجنا من قاعة مصطفى كاتب ونحن نحمل أجزاء من رواية "نجمة" التي قرأناها، لكن لم نلامس عبقرية الخشبة في تفكيك هذا العمل وتقديم قرائه له، هذا بالنسبة لمن قرأ رواية "نجمة"، أما من لم يسبق له الاطلاع عليها فسيخرج وفي نفسه حسرة كبيرة، خاصة إذا كان ممن شاهد "غبرة الفهامة" التي سبق وأن أبدع فيها مسرح بلعباس في استنطاق كاتب ياسين وإعادته مجددا إلى واقعه. وفي نفس سياق العروض التي دخلت مسابقة الحصول على جوائز المهرجان، هناك عرض مسرح عنابة الذي حاول أن يطرح الزواياالخلفية للمجتمع وما يحدث في ليل المدينة الجزائرية في "بلاوي الصدف" حيث تتحول المرأة إلى متهمة وهدفٍ للمتعة لمجرد أن ظروفا ما دفعتها للخروج ليلا من بيتها، أما جمعية الشروق لمعسكر فاختارت أن تبحر في عوالم الفلسفة وتستعيد نص "جراي في 20 دقيقة" من البحث عن سر الخلود والجمال الأبدي وما تتنازعه النفس البشرية من الشر والخير. أما عربيا فقد قدمت فرقة الناس من تونس مسرحية "القرار" قدمت فيها دليلة مفتاح دور امراة قتلت زوجها وتقف أمام طبيب نفسي عليه إثبات جنونها. ومن العراق الجريح جاء عبد العزيز خيون ليكون شاهدا على خراب المدينة وحضارة الإنسان في أرض الرافدين، فكان الفضاء والاستعراض وسيلته للوصول إلى الجمهور.