لم يسبق لسكان الهضاب العليا، ومناصري وفاق سطيف على وجه التحديد، أن عاشوا يوما أسود من دون بياض، كما عاشوه سهرة الأربعاء، عندما تجرعوا لأول مرة منذ تأسيس النادي عام 1958 مرارة خسارة نهائي كأس، وهم الذين لعبوا ثمانية نهائيات سابقة وفي جميع مناسباتها خرجوا منتصرين على أندية مثل مستغانم وقسنطينة وسكيكدة والعاصمة وباتنة وغيرها من المدن. وكان المناصرون مقتنعون بأن ناديهم سيفوز وبأن المقابلة التي جرت أمام شباب بلوزداد هي تحصيل حاصل فقط، ومجرد قتل للدقائق قبل أن يتسلم عبد المؤمن جابو الكأس من أيدي عبد المجيد تبون كما تسلّمها من قبله من السلف من أيدي فرحات عباس وبن بلة وبومدين والشاذلي بن جديد وبوتفليقة. وأكدت مصادر قضائية من عاصمة الهضاب، وقوع حالتي طلاق مؤكدة، تحولت إلى القضاء صباح الخميس بسبب شجار بين الزوجة والزوج على خلفية هزيمة الوفاق للنهائي، حيث لم تستطع الزوجتان تسيير عصبية زوجيهما، فكان الانفصال ورمي الطلاق بالثلاث، كما أن شابا تزوج منذ سنة فقط في الثالثة والثلاثين من العمر يقطن ببلدية راس الوادي، لم يستطع التخلف عن المباراة النهائية بالرغم من أن زوجته كانت تعاني المخاض مع أول حمل لها، وشاء القدر أن يرزق هذا الشاب بابن في عيادة خاصة، بينما كان هو يتجرع مرارة الخسارة على مدرجات ملعب 5 جويلية، حيث بكى مع أنصار الوفاق في يوم ميلاد ابنه، الذي ربما كان سيختار له اسم عبد المؤمن، تيمنا بقائد ونجم الوفاق، لو كان الفوز من نصيب فريقه المحبوب.
أما المنظر الأكثر تعاسة في سطيف، فهو الفارق الشاسع بين رحلة الذهاب من سطيف إلى العاصمة، حيث كان بالأعلام والأهازيج، وبين رحلة العودة التي كانت كئيبة جدا وصامتة ولم يحسّ بها سكان المدن والقرى الفاصلة بين الجزائر العاصمة وسطيف. أما رواد التواصل الاجتماعي في سطيف الذين تفننوا في تصوير خيبتهم وأيضا في نقل الكثير من الغرائب التي كان بعضها من نسج الخيال، فاتحدوا على أن يتم التعويض في رابطة أبطال إفريقيا، وطلبوا من المسؤولين الالتفات إلى كأس الماء الغائب، بعد أن ضاعت الكأس الفارغة.