عاش نزلاء مركز الإسعاف الاجتماعي بدالي إبراهيم، التابع لولاية الجزائر في ساعة مبكرة من صباح الاثنين، حالة من الرعب والفزع جراء الحريق المهول الذي أتى على جزء كبير من المركز الوحيد على مستوى العاصمة. * * المركز يقع بمحاذاة سفارة قطر والحكومة تقرر نقله إلى مكان آخر * * تسبب الحادث المأساوي في تفحم جثتي شخصين مسنين، وإصابة آخر بجروح، في حريق مهول أتى على خمسة شاليهات كان يقيم بها 140 شخص، تمكنوا من الفرار مباشرة بعد اشتعال الحريق بالشاليه رقم 3 ماعدا الضحيتين، أحدهم مكفوف والآخر شيخ طاعن في السن. * حسب شهادات عدد من المقيمين ومسؤولين تنقلوا إلى عين المكان للوقوف على آثار الحريق، فإن هذا الأخير شب في حدود الثانية صباحا، واستمر إلى غاية السادسة من صباح الاثنين، وكادت الكارثة أن تكون كبيرة لولا تدخل مصالح الحماية المدنية التي عملت على منع امتداد ألسنة النيران إلى باقي الشاليهات. * وحسب ذات الشهادات فإن سبب الحريق راجع إلى شرارة كهربائية اندلعت بالشاليه رقم 3 وسرعان ما امتدت ألسنة النيران لتطال الشاليهات المجاورة لها، وكانت الكارثة كبيرة بسبب الشاليهات المصنوعة من الخشب، إضافة إلى ما كانت تحتويه من أغراض سريعة الالتهاب، ويبقى هذا السبب احتمالا أوليا في انتظار استكمال التحقيق الذي باشرته الشرطة العلمية، التي تنقلت أيضا الى مكان الحادث. * وقد أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة بئر مراد رايس بفتح تحقيق مستعجل حول أسباب هذا الحادث المأساوي. * في نفس الإطار، شكلت خلية أزمة يترأسها الأمين العام لولاية الجزائر، وتتشكل من الوالي المنتدب للدائرة الإدارية للشراقة، ومديري النشاط الاجتماعي والصحة والحماية المدنية لولاية الجزائر، والمجلس الشعبي البلدي لدالي براهيم، حيث قررت بعد اجتماع عقدته بعين المكان، ترحيل 110 حالة، أصبحت بدون مأوى إلى مراكز اجتماعية أخرى، من بينهم 33 رجلا تم تحويلهم إلى مركز الإسعاف للمسنين بباب الزوار و34 حالة إلى مركز سيدي موسى و31 حالة إلى دار الحسنة بالزغارة وتحويل سبع عائلات إلى مركز الشيخوخة بدالي إبراهيم، في حين تكفل مركز الإسعاف بخمس عائلات. * ويتمثل اغلب المقيمين المرحلين في أمهات عازبات وعددهن تسع حالات وأمهات بدون أولاد (18 حالة) والمطلقات بخمس حالات وعشرون مريضا عقليا و47 رجلا بدون مأوى. * وقصد تهدئة روع المقيمين والناجين من الموت، جند أخصائيون نفسانيون وأطباء عكفوا على التكفل بهم. * وقع الفاجعة كان كبيرا في نفوس المقيمين الذين صرحوا ساعات بعد الحادث أنهم لم يعرفوا أي وجهة يتخذونها، فالدخان وألسنة اللهب كانت تعم المكان... الجميع كان يصطدم ببعضه... صراخ وعويل وحتى المرضى عقليا ذهلوا للأمر، وما زاد من تعقد الوضع وجود الأطفال الذين وجدوا أنفسهم في ساحات المركز مفزوعين من الكارثة التي ألمّت بهم. * * ولد عباس وعد بإنجاز مركز جديد للإسعاف الاجتماعي * وعد وزير التضامن جمال ولد عباس في مجلس الحكومة ما قبل الأخير بإنجاز أكبر مركز للإسعاف الاجتماعي على المستوى الوطني يتم فيه إيواء جميع الأشخاص بدون مأوى، وربما سيكون المركز الجديد بديلا لمركز دالي إبراهيم الذي يعد الوحيد على المستوى الوطني لهذه الفئة، والذي يضم عشرات النزلاء، والذي يعرف أيضا اكتظاظا كبيرا، وذكرت مصادر مطلعة "للشروق" انه سيتم إزالة مركز دالي إبراهيم لاحقا كونه يقع بمحاذاة سفارة دولة قطر في الجزائر، وكذلك بالقرب من عدد من السفارات التي سيتم انجازها بالحي الدبلوماسي الجديد التابع لوزارة الخارجية، من بينها سفارات المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان.