أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى المبارك وقررت منع الصلاة فيه، الجمعة، لتكون المرة الأولى التي تُمنع فيها الصلاة في المسجد منذ 48 عاماً، مما أجج غضب الفلسطينيين في القدسالمحتلة. ويأتي قرار المنع عقب تنفيذ ثلاثة فلسطينيين عملية إطلاق نار على شرطة الاحتلال في باحات المسجد، صباح الجمعة، والتي أسفرت عن مقتل جنديين وإصابة ثالث واستشهاد منفذي العملية. ووسط دعوات للنفير أطلقها شخصيات دينية مقدسية، فرضت قوات الاحتلال إجراءات أمنية مشددة في البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى، ومنعت المصلين من الوصول إليها ومن بينهم مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين الذي اعتقلته لاحقاً. تغريدة من جهة ثانية، قال فراس الدبس، مسؤول الإعلام في إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس للصحفيين، إن "الشرطة الإسرائيلية احتجزت حراس المسجد منذ ساعات صباح اليوم". واحتشد آلاف الفلسطينيين أمام الحواجز وفي الطرقات المؤدية للمسجد الأقصى، وسط حالة من الغليان، فيما اعتقلت قوات الاحتلال عدداً من المقدسيين الذين حاولوا تحدي الإجراءات الإسرائيلية، فيما بث ناشطون تسجيلات مصورة تظهر اعتداء قوات الاحتلال عن الطواقم الصحفية، حسب ما ذكر موقع "عربي 21". منشور وأدى المئات من الفلسطينيين، صلاة الجمعة، في شوارع القدس بعد منعهم من الصلاة في المسجد الأقصى. وأدى الفلسطينيون الصلاة في شارع صلاح الدين وباب العامود وباب الأسباط ووادي الجوز، وسط تواجد مكثف لعناصر شرطة الاحتلال. وردد المصلون بعد انتهاء الصلاة: "بالروح بالدم نفديك يا أقصى" و"الله أكبر". منشور تغريدة وتعليقاً على القرار الإسرائيلي، قال رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس وخطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، إن أداء صلاة الجمعة حق لا يمكن التنازل عنه. وأشار خطيب الأقصى إلى أن المرة الأولى التي تم فيها منع صلاة الجمعة كانت عام 1969 في اليوم التالي لإقدام الأسترالي مايكل روهان على إحراق المسجد نهاية شهر أوت من العام ذاته. واحتل الإسرائيليون مدينة القدس في عام 1967. منشور
الفصائل ترفض قرار المنع رفضت فصائل فلسطينية، قرار شرطة الاحتلال إغلاق المسجد الأقصى، عقب عملية الاشتباك المسلح مع جنود الاحتلال، ودعت الأمة العربية والإسلامية والشعب الفلسطيني إلى إعلان الغضب؛ رفضاً لقرار المنع الإسرائيلي، كما نقلت وكالة الأناضول للأنباء. واعتبرت الفصائل، أن "عملية القدس رد طبيعي على مواصلة الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني". وقالت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، إن "إغلاق الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى، يعتبر تصعيداً خطيراً". ودعت الشعب الفلسطيني إلى "شد الرحال إلى الأقصى". من جانبها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن "عملية الأقصى اليوم هي تعبير عن إصرار الشباب الفلسطيني المنتفض على مواصلة حماية الأقصى من انتهاك الاحتلال، حتى لو كلفهم ذلك أرواحهم ودمائهم". وقال حازم قاسم، المتحدث باسم الحركة: "عملية اليوم بقدر ما هي رد على جرائم الاحتلال وإرهابه، فهي رد على وجود الاحتلال أصلاً على الأرض الفلسطينية، واغتصابه لمقدسات شعبنا". وأكد أن "الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، لن توقف انتفاضته، ولن تمنعه من مواصلة المقاومة". فيما حملت حركة الجهاد الإسلامي، الاحتلال "المسؤولية الكاملة عن استمرار الاعتداءات على المسجد الأقصى، والمصلين فيه". وقالت الحركة: "نعتبر إقدام قوات الاحتلال على اقتحام المسجد يوم الجمعة بمثابة تعد خطير كان يجب أن يُجابه بقوة وبسالة حتى يفهم أن الأقصى خط أحمر". ووصفت قرار إغلاق الأقصى، بأنه "جريمة وعدوان واستهداف واضح للإسلام كدين، وهو ما سنرفضه ونواجهه". بدورها، اعتبرت كتائب "المقاومة الوطنية"، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية (حزب يساري)، عملية الأقصى رداً طبيعياً على الجرائم الإسرائيلية المتواصلة في مدينة القدس. وفي وقت سابق من صباح اليوم، قتل 3 فلسطينيين برصاص الشرطة الإسرائيلية في المسجد الأقصى، حسب تصريح رسمي. وبعد "عملية الأقصى"، قررت قوات الاحتلال منع صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، وأغلقت أبواب المسجد حتى إشعار آخر. إلا أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال في تصريح مكتوب، إنه "تم إغلاق المسجد ليوم واحد".