باتت إمكانية اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة واردة، وفق مراقبين، في ظل تراكمات تصاعدت وتيرتها مؤخرا، وجديدها تهديدات الصهاينة بعزل مدينة القدس والأقصى واجتياح الضفة الغربية حالة من الاستنفار الشعبي، بعد 4 أيام من رفرفة العلم الفلسطيني فوق بناية الأممالمتحدة، كانت نتيجتها مواجهات حادة بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي أدت، خلال الساعات الأولى من فجر أمس، إلى مقتل ثاني شاب فلسطيني، فادي سمير علون، قرب منطقة المصرارة في محيط باب العامود بالقدس. وحسب شهود عيان، فقد قتل علوان بعد مطاردته من قبل مجموعة من المستوطنين، الرواية التي دحضتها القوات الإسرائيلية زاعمة أن الشاب أقدم على تنفيذ عملية طعن لمستوطن ومن ثم لاذ بالفرار. كما أقدمت القوات الإسرائيلية على اقتحام منزل الشاب علوان واعتقال بعض أقاربه. وكان الشاب مهند شفيق حلبي من مدينة البيرة، قد قتل مساء السبت، عقب إطلاقلقوات الاحتلال الإسرائيلية الرصاص عليه، في شارع الواد بالبلدة القديمة من القدس، بادعاء تنفيذه عملية طعن أدت إلى مقتل مستوطنين إسرائيليين وإصابة 4 آخرين بجروح. من جهتها، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي تبنيها بشكل رسمي عملية طعن المستوطنين في القدس، مؤكدة على لسان المتحدث باسمها داوود شهاب أن هناك قرارا لدى جميع كوادر الحركة في الضفة والقدس بالرد على جرائم المستوطنين. وباركت حركة حماس على لسان سامي أبو زهري الناطق باسمها عملية القدس ، واعتبرتها ردا متوقعا على جرائم الاحتلال في المسجد الأقصى وجرائم مستوطنيه ضد الفلسطينيين، وأن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يقف مكتوف الأيدي في ظل استمرار هذه الجرائم والصمت الدولي عليها. وكانت مدينة نابلس في الضفة الغربية قد شهدت تطورات كبيرة خلال اليومين الماضيين ساهمت في تأجيج الغضب الشعبي خاصة بعد إعلان إسرائيل محيط المدينة منطقة عسكرية مغلقة على خلفية مقتل مستوطنين اثنين قرب بلدة بيت فوريك، شرق المدينة. يذكر أن هجمات المستوطنين على مناطق في جنوب نابلس مثل بلدتي حوارة وبيت فوريك وقرية بورين، تكررت في الآونة الأخيرة واتخذت أشكالا عدة، منها تكسير زجاج المنازل وحرق الأشجار وخلع الأبواب والرشق بالحجارة، وكذلك حرق البشر أحياء، كما حصل مع الطفل محمد أبو خضير بالقدس وعائلة دوابشة في قرية دوما. الصهاينة يهددون بعزل القدس والأقصى واجتياح الضفة من جهته، هدّد وزير المواصلات الإسرائيلية، يسرائيل كاتس، أمس، بأنه من شأن الاحتلال أن ينفذ اجتياحا بريا للضفة الغربية ومدنها، على غرار الاجتياح البري عام 2002 الذي أطلق عليه السور الواقي . وأضاف كاتس: إذا اضطررنا، سنشن حملة السور الواقي 2 وأسوار القدس، وتصعيد الخطوات، من أجل تعزيز الأمن للإسرائيليين . وتأتي هذه التصريحات في وقت أعلنت فيه الشرطة الإسرائيلية عن خطوات جديدة لعزل البلدة القديمة في القدس والمسجد الأقصى من خلال إصدار أوامر بمنع المقدسيين من الدخول إلى البلدة القديمة، إلا من يسكن داخل الأسوار أو يملك مصالح تجارية داخلها، فيما أبقت على حرية دخول البلدة القديمة للسياح الأجانب والإسرائيليين. وكانت إسرائيل قد شنّت عدوانا بريا تحت مسمى السور الواقي عام 2002 انتهى بمحاصرة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في المقاطعة في رام الله. فتح: سياسة نتنياهو ستجر المنطقة إلى دوامة جديدة من العنف في غضون ذلك، قال الناطق باسم حركة فتح، فايز أبو عيطة، إن السياسة التي يتبعها نتنياهو وحكومة اليمين المتطرف في إسرائيل ستجر المنطقة إلى دوامة جديدة من العنف، ولطالما حذر الرئيس أبو مازن حكومة إسرائيل والمجتمع الدولي من خطورة ما يقوم به المستوطنون في القدس. وأشار في حديثه لصحيفة دنيا الوطن إلى أن على إسرائيل أن تتوقع ردود أفعال على جرائمها بحق شعبنا ، موضحا أن الأمور تتجه نحو الانفجار وما تقوم به إسرائيل مخطط ممنهج للتغطية على جرائمها واستمرارها بذلك سيكون له ردود أفعال فلسطينية. الزهار: فرصة انتفاضة ثالثة متوفرة بصورة أشد من انتفاضة الأقصى من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، محمود الزهار، إن فرصة حدوث انتفاضة ثالثة متوفرة وبصورة أشد من انتفاضة الأقصى، لكن القوات الأمنية للسلطة، الآن، أقوى مما كانت عليه في عام 2000. ورأى الزهار، في حوار مع الموقع الرسمي لحركة حماس، أن الحل الوحيد للدفاع عن المسجد الأقصى ومنع المخططات الإسرائيلية هو أن يحمل أهل الضفة الغربيةوالقدس السلاح. وبين أن السلاح متوفر في الضفة لحماية المستوطنين، رافضا إغفال المخزون البشري الحقيقي في الضفة الغربية الذي يمكن أن يتحرك في أي لحظة. في غضون ذلك، طالب الزهار بعدم تحميل غزة أكثر مما تحتمل، مذكّرا بأن الأقصى ليس مقدسا عند غزة فقط، بل هو مسؤولية الأمة العربية والإسلامية بالدرجة الأولى. الخطيب: السلطة ستحول دون انتفاضة ثالثة من جهته، حمّل كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين، إسرائيل مسؤولية تدهور الأوضاع في القدس في أعقاب عملية الطعن التي نفذها الشاب مهند حلبي السبت. ودعا الخطيب، في حوار مع صحيفة الرسالة ، إسرائيل إلى لجم مستوطنيه ووزرائه الذين يتقدمون اقتحامات الأقصى، للتخفيف من اللهيب المتسارع في الشارع الفلسطيني، محذرا من خطورة تدهور الأوضاع. إلى ذلك، أشار إلى أن السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس لن تسمح باندلاع انتفاضة جديدة، وإنما سيقتصر الأمر على هبات جماهيرية في مدن الضفة والقدس. وبين أن التنسيق الأمني بين السلطة وإسرائيل سيحول دون قيام أي انتفاضة مؤكدا أن الشعب الفلسطيني تعود على العطاء وتقديم التضحيات، ولن يتخلى عن طريق المقاومة ولن يتقاعس في البحث عن أي أسلوب ينتزع فيه حقوقه المشروعة. شرطة الاحتلال تغلق أبواب المسجد الأقصى أمام المصلين دون ال50 عاما أغلقت قوات الشرطة الإسرائيلية، فجر أمس، أبواب المسجد الأقصى، أمام المصلين دون ال50 عاما، مما دفع عشرات الشبان لأداء صلاة الفجر عند أبواب المسجد. وقال شهود عيان ل الأناضول : قام عشرات الشبان فجر أمس الأحد، بصلاة الفجر أمام بوابات المسجد الأقصى لمنع سلطات الاحتلال المصلين دون ال50 عاما من دخوله . وأضاف شهود العيان، أنه من بين البوابات التي أقيمت أمامها، باب الأسباط. ودعت جماعات دينة إسرائيلية، على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى. وأوضح شهود العيان تحولت مدينة القدس منذ ساعات الليل إلى ثكنة عسكرية، ونصبت فيها عشرات نقاط التفتيش . ومساء هذا السبت، أجبرت قوات الشرطة الإسرائيلية، المصلين المعتكفين في المسجد الأقصى، على الخروج من داخل المصلى القبلي، في القدس الشرقية. وتشهد العديد من الأحياء الفلسطنية في القدس الشرقية خلال الأيام الماضية مواجهات متفرقة ما بين قوات الشرطة الإسرائيلية وعشرات الشبان الفلسطينيين الغاضبين على الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى. الحكومة الفلسطينية تستنكر التصعيد الاسرائيلي في القدسوالضفة الغربية استنكرت الحكومة الفلسطينية التصعيد الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، مطالبة بتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني. واستنكرت الحكومة في بيان، أمس، سياسة التصعيد الإسرائيلي التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء شعبنا في القدسالمحتلةوالضفة الغربية ، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل لإلزام اسرائيل بوقف انتهاكاتها.