تنتظر الوالي الجديد لولاية الوادي، عبد القادر بن سعيد، ملفات كبرى على مكتبه من أجل حلها وإعطاء دفعة قوية، خاصة تلك التي ينتظر سكان البلديات الثلاثين للولاية حلحلتها، ويرى السكان أن ملفات السكن، الفلاحة، الصحة، العقار والبيئة تبقى الأكثر أهمية في نظرهم. .. السكن والفلاحة في الواجهة قطاع السكن ورغم القفزة التي حققتها الولاية على مستوى الحظيرة السكنية، من خلال الإنجازات الجديدة أو فيما يخص البناء الهش، إلا أن 800 ألف ساكن من القاطنين في الولاية ينتظرون برامج أكثر، خاصة في نمط البيع بالإيجار "عدل "، والذي لم تستفد منه الولاية إلا من حصة ضئيلة تقدر ب 2500 وحدة لم تنطلق بها الأشغال إلا منذ شهور قليلة، كما تبقى مطالب عشرات أرباب العائلات بالإفراج عن الإعانات المالية المقدمة في برنامج السكن الهش، والتي تكاد أن تتوقف بالكامل بسبب قرارات التجميد التي صدرت في عهد حكومة سلال، وتملك الوادي تجربة رائدة في السكن الهش، ويسمح النمط المذكور للمواطن الاستفادة من إعانة مالية تمكنه من ترميم مسكنه الموجود في حيّه الذي تربى وترعرع فيه، كما تقتصد الخزينة العمومية مبلغا كبيرا من المال مقارنة بباقي الصيغ السكنية الأخرى، خاصة السكن الاجتماعي والذي يكلف السكن الواحد منه الخزينة العمومية ثلاثة أضعاف ما تقدم لأصحاب السكنات الهشة، كما سيضاعف الوالي الجديد بن سعيد الاستفادة من السكنات الاجتماعية الموجهة لمحدودي الدخل والتوزيع العاجل لما بقي منها. كما يعلق سكان ولاية الوادي على تسريع وتيرة الإعانات الممنوحة للفلاحين خاصة، وذلك في إطار السكن الريفي، وينتظر السكان تقديم حصص إضافية من البرنامج السكني المذكور، خاصة وأنه يسهم بشكل مباشر في تشجيع فلاحي المنطقة على مزيد من البذل والعطاء في قطاع احتلت الولاية المرتبة الأولى في الإنتاج الفلاحي. يعتبر ملف الفلاحة مهما حيث سيكون على الوالي بن سعيد العمل فيه، خاصة بمواصلة برامج الدعم والمرافقة التي تقدمها الدولة وتتمثل أساسا في الكهرباء الفلاحية وشق الطرقات والمسالك الفلاحية، إذ يعد هذان المطلبان أهم ما ينتظره مزارعو ولاية الوادي من السلطات المحلية والمركزية. ومن بين الصعوبات التي ينتظر الفلاحون إزالتها، تفعيل خط تصدير الخضر من مطار قمار الدولي والتي ورغم الحديث عليها من قبل المسؤولين المحليين وحتى المركزيين القادمين من العاصمة، إلا أن ذلك لم يحل الإشكال المطروح. ويعوّل المزارعون في المنطقة على فتح خط التصدير الدولي لضمان أسعار مناسبة لهم تسمح بضمان ازدهار قطاع يعد مهما جدا للاقتصاد الوطني، كما تبقى مشكلة تسوية العقار الفلاحي من بين ما يعترض السير الحسن للقطاع، خاصة في مناطق بذل فيها الفلاحون جهودا كبيرا وصرفوا فيها الملايين من أجل استصلاحها وتحويلها لمروج خضراء بعد أن كانت صحراء جرداء، كما أن مشروع سوق الجملة للخضر والفواكه بالولاية والذي تأخر إنجازه، رغم الجهود الكبيرة التي بذلها الوالي السابق محمد بوشمة من أجل حل المشكلة، إلا أن عراقيل كثيرة حالت دون الانطلاق الجدي في المشروع الذي يتوقع أن يسهم في دعم فلاحي الوادي.
.. قطاع الصحة يتطلع لوصفات بن سعيد كما يعد حل مشاكل قطاع الصحة أهم ما سينتظر الوالي الجديد، فقطاع الصحة ورغم الإنجازات الكبيرة التي تحققت خاصة من خلال إنجاز وفتح مستشفى طب العيون الجزائري الكوبي والذي بات واحدا من أهم المستشفيات المتخصصة في طب العيون على المستوى الوطني، وكذا مركز مكافحة السرطان المنتظر تدشينه قريبا، بعد أن شارفت كل الأشغال به على الانتهاء إلا أن التغطية الصحية في الولاية ببلدياتها الثلاثين، تبقى دون المستوى المأمول، فمدينة الوادي لا تتوفر على مؤسسة صحية مكتملة، فالمؤسسة الاستشفائية بن عمر الجيلاني، المنجزة بنظام البناء الجاهز الذي لم يتم تجديده لحد الآن، باتت تشكل خطرا على الطاقم الطبي وحتى المرضى، كما أن طاقة استيعاب المرفق الصحي المذكور ورغم شهادة الجميع بكفاءة العاملين فيه لا تزال محدودة جدا، نظرا لاستقطابه للكثير من المرضى في ولايات الجنوب الشرقي، كما تبقى المؤسسة الاستشفائية البشير بن ناصر المشيّدة في 1958 تعاني من الاهتراء الكبير رغم ترميمها أكثر من مرة، لكن وضعيتها الحالية باتت تستوجب إعادة بنائها من جديد حتى تستجيب لحاجيات سكان الولاية.
العقار.. الصداع الدائم لا شك في أن العقار وما يتصل به يعد من أعقد الملفات التي واجهت مختلف مسؤولي ولاية الوادي، كونها كانت دائما محل شكاوى متعددة من المواطنين الذين يتحدثون عن مافيا العقار التي تتحكم في سوق العقارات من خلال بسط يدها على ممتلكات عمومية، وتحويل أملاك مواطنين بسطاء لملكياتهم بحجج غير مؤسّسة، وتعج المحاكم في ولاية الوادي بمئات القضايا المتصلة بالعقار، ويتطلع سكان الوادي لأن يتخذ الوالي الجديد سلسلة من الإجراءات التي تنظم القطاع المذكور وتضع حدا للتلاعب فيه، والفساد الذي استشرى في كل مفاصل الإدارة المسؤولة عنه. يعاني سكان ولاية الوادي عبر غالبية بلدياتها الثلاثين من وضع بيئي متدهور بإجماع الكثيرين، فعلى الرغم من التحسن الذي سجل في بعض البلديات، على غرار عاصمة الولاية إلا أن الكثير من المشاكل لا تزال موجودة والتي أثرت سلبا على وضع الولاية البيئي، فمشاكل رفع القمامة وتلوث المحيط تبقى قائمة تقض مضاجع سكان بلديات الوادي الثلاثين ليضاف إليها مصب الصرف الصحي في منطقة شط حلوفة والذي لا تزال لجان التحقيق التي تشكلت حوله لم تجد الحلول المطلوبة، بسبب ما باتت تخلفه "بحيرة" المياه القذرة والتي تشكل خطرا مميتا على الإبل في واحدة من أكثر المناطق تربية لهذه الثروة على المستوى الوطني.