الصحافة الإسبانية: الاعتداء على القافلة حماقة كبيرة خلف الاعتداء الغاشم على أسطول الحرية في أعالي البحر الأبيض المتوسط، استياء واسعا ليس فقط على مستوى الرأي العام العربي والدولي، بل تعداه إلى داخل إسرائيل، التي دأبت في كل مرة على الوقوف إلى جانب جرائم جيش الاحتلال الصهيوني. انتقادات المحبين للسلام من الإسرائيليين لم تتوقف عند انتقاد الهجمة الجبانة التي تعرض لها أسطول الحرية الذي ينقل المساعدات الغذائية والصحية لسكان غزة المحاصرة، بل دعت حكومة بنيامين نتنياهو، إلى إعادة النظر في سياستها تجاه القطاع، وقرأت في الحصار اللاإنساني المفروض على ما يزيد عن المليون ونصف المليون فلسطيني، مجلبة للمزيد من المتاعب للشعب الإسرائيلي. وزير إسرائيلي: حان وقت الخلاص من عقوبة أسطول الحرية وفي هذا الصدد، عنون يوسي بيلين، الوزير السابق في حكومة الراحل إسحاق رابين، مقالا صحفيا "العرض البحري إلى غزة: حان وقت الخلاص من عقوبته"، انتقد من خلاله تعاطي سلطات بلاده، مع قضية غزة، التي صارت بمثابة شوكة في خاصرة الدولة العبرية. وكتب يوسي بيلين في صحيفة إسرائيل اليوم، "يجب على إسرائيل أن تعلن أنها تترك غزة حقا. عليها أن تعلن أن الغزيين يستطيعون استعمال المعابر بينهم وبين مصر، وكذلك في البحر والجو. وإذا مسوا بإسرائيل فلن تمتنع إسرائيل عن المس بهم كما فعلت إلى الآن". وشدد على ضرورة ترك الفلسطينيين يحسمون أمرهم بايدهم قائلا: "يجب ترك الغزيين يحددون كيف يريدون أن يعيشوا حياتهم، لكننا لن نفرض عليهم حصارا وسنمكنهم من حياة طبيعية". وعبر سيلين عن رفضه ربط مصير الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حركة المقاومة الإسلامية، حماس، جلعاد شليط، بحصار غزة، وكتب "إذا كانت حكومة إسرائيل تريد إطلاقه (شاليط) فعليها أن تفعل ذلك عوض ألف سجين فلسطيني وبغير ما صلة بمحاصرة غزة"، وأضاف "إذا كان هذا هو الوضع فقط، فسنكون معفيين من عقوبة سفن الإنقاذ التي ستستمر على الوصول إلى شواطئنا وتحظى بلحظات كثيرة من التغطية الإعلامية المضرة بإسرائيل". سي أن أن: إسرائيل تعترف بتدمير سفن الحرية وقد شكل الهجوم الصهيوني الجبان على قافلة أسطول الحرية محور الاهتمام الاعلامي على الصعيد العالمي، وتضمنت مختلف التقارير والمقالات والتحليلات الصحفية، إدانة للطرف الإسرائيلي، الذي أبان أكثر من أي وقت مضى، عن عنجهيته، على غرار ما أوردته "سي آن آن" الأمريكية، التي أكدت على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي، متان فيلنائي، أن "إسرائيل ألحقت أضرارا ببعض السفن التي كان مقررا اشتراكها في القافلة الدولية إلى قطاع غزة". وقالت "سي آن آن"، إن "فيلنائي استبعد اعتراض السفن بطرق تعتبر ذكية أكثر من الاستيلاء عليها ميدانياً"، ومع ذلك يضيف المصدر أن "فيلنائي دعم فكرة إيقاف القافلة، بحجة أنه لا يمكن القبول بنقل الإمدادات إلى ما وصفه ب"أكبر قاعدة إرهابية تنشأ حالياً في قطاع غزة وتهدد قلب إسرائيل" على حد تعبيره. وأوردت المؤسسة الأمريكية أن التخريب الذي طال بعض سفن قافلة الحرية بفعل الاعتداء الإسرائيلي، اضطر منظمي الحملة إلى توزيع ركاب أحد القوارب، كان على متنه ثلاثون متضامنا، على باقي سفن الأسطول، بعد إصابة القارب ب"خلل فني" جراء الاعتداء. الباييس الإسبانية: الاعتداء على الأسطول حماقة كبيرة وتعليقا على حادثة "الإثنين الأسود"، كتبت جريدة الباييس الإسبانية الواسعة الانتشار تقول "كل الدلائل تشير إلى أن الجيش الاسرائيلي، في غياب بيانات موثوقة عن ما حدث، تصرف خارج القانون والمنطق"، واعتبرت الصحيفة ما قامت به القوات العسكرية الإسرائيلية ضد ناشطين ومجردين من أي سلاح "حماقة كبيرة". وتابعت الجريدة معلقة على ما حدث "كان ينبغي على الطرف الإسرائيلي أن يتفادى استعمال القوة ضد أشخاص عزل، كما أن استعمال القوة حول عملية للشرطة البحرية إلى فعل حربي، بدليل فداحة الخسائر التي نتجت عن مهاجمة أسطول كسر الحصار على غز"ة، مشيرة إلى أن مثل هذه الأفعال، أصبحت علامة إسرائيلية مسجلة، كما جاء في الصحيفة الإسبانية. نوفوستي: حجز الأسطول يزيد الناشطين إصرارا من جهة أخرى، تناقلت مختلف وسائل الإعلام الغربية إصرار أحرار العالم على مواصلة إرسال البواخر الناقلة للمساعدات الغذائية لسكان قطاع غزة، بالرغم من التهديدات والمخاطر الإسرائيلية، التي تهدد كاسري الحصار، ونقلت وكالة نوفوستي الروسية للأنباء، عن ناشطين قولهم إن أسطول الحرية سوف لن يتوقف عن التوافد على شواطئ غزة، وأشارت إلى إرسال سفينتين إضافيتين تنقلان مساعدات إنسانية إلى القطاع. وقد خلف مصرع 19 ناشطا وجرح ما يقارب الخمسين، على يد قوات خاصة إسرائيلية غضب حكومة روسيا الاتحادية، التي قالت إنها تنتظر أن تستجيب إسرائيل لمطالب مجلس الأمن الدولي بإطلاق سراح الموقوفين من مشاركي "أسطول الحرية"، وكذلك الإفراج عن السفن. ونقلت وكالة نوفوستي عن ناطق باسم وزارة الخارجية الروسية قوله: "ننتظر أن يقوم الجانب الإسرائيلي بتنفيذ المطالب الواردة في قرار مجلس الأمن الدولي"، مذكرا بشرعية مطالب الدول التي تم اعتقال رعاياها على متن الأسطول المحتجز، استجابة لمطالب مجلس الأمن الأممي والأسرة الدولية. صحفيون روس: الاعتداء خرج عن إطار المعقول وفي ذات السياق، قالت ناديجدا كيفوركوفا الصحفية الروسية المرافقة للقافلة، والعائدة من قبرص إن المشاركين في حملة "أسطول الحرية" لم يتوقعوا مثل هذا الاعتداء من قبل إسرائيل. وتابعت "جميع السفن اجتازت الرقابة الجمركية، وإذا كانت الجهات الأمنية المسؤولة عن حماية السفن قد فشلت في الحيلولة دون إراقة الدماء، فإنه يمكن اعتبار هذا الاعتداء في المياه الدولية قرصنة دولية". ورأت الصحفية الروسية أن هذا العمل لا يمكن أن يغلق باب الحملات الإنسانية باتجاه غزة. أما الصحفي الروسي مكسيم شيفتشينكو فقال إن "تصرفات إسرائيل الأخيرة خرجت عن إطار المعقول"، وأضاف أن "تل أبيب، التي تشعر بأن الأمور تخرج من تحت سيطرتها، أرادت من خلال هذا الهجوم أن تؤكد للعالم أنها مستعدة لاستخدام جميع أنواع العنف من أجل تمرير قراراتها العنصرية"، يضيف شيفتشينكو.