ربط قانونيون بين التوجيهات التي بعث بها وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح، إلى النواب العامين ووكلاء الجمهورية، بضرورة المتابعة القضائية في حق المتورطين في نهب العقار الفلاحي، والتعليمة التي أصدرها الوزير الأول عبد المجيد تبون والقاضية بتجميد منح 25 مستثمرة فلاحية، في وقت تشير فيه المعطيات إلى أن المستفيدين منها من أصحاب"النفوذ". وذكر المحامي شايب صادق، أنه وقف على عدد من القضايا المحالة في الفترة الأخيرة على المحاكم تخص "الاعتداء على العقار الفلاحي والتي جرى تحويلها عن طبيعتها، سواء بتشييد عمارات أو محلات تجارية"، ونبه القانوني في تصريح ل"الشروق" بخصوص تصريحات وزير العدل الطيب لوح، الخميس من وهران، والتي طلب فيها من النيابة العامة تحريك الدعوى العمومية في حق ناهبي العقار الفلاحي: "لا أستطيع الجزم أن هنالك تواطؤا من بعض المسؤولين المحليين في مسألة نهب العقار الفلاحي، لكن الظاهر أن هنالك صحوة". وحسب المحامي شايب صادق، فإن التصريح الرسمي لوزير العدل، ما كان ليعلن في فضاء عام "لو لم تكن لديه معلومات مؤكدة، أو تحقيقات من الضبطية القضائية، تخص الاعتداء على العقار الفلاحي". وإن كان تزامن تعليمات الوزير لوح، مع القرار الصادر من الوزير الأول عبد المجيد تبون ذا صلة أوضح محدثنا "وزير العدل مهما كان فهو عضو حكومة، كما أن هنالك تنسيقا بين الطاقم الحكومي لتنفيذ أجنداتها والذي يسمى مخطط عمل الحكومة". وذكر المتحدث كذلك، أن التعليمات التي بعث بها تبون تشير إلى وجود "خطر" مس العقار الفلاحي بتحويله عن طبيعته من دون احترام للإجراءات المعمول بها، وأنه يعمل على وقف التعديلات الحاصلة. من جهته، أبدى المحامي عمار خبابة نفس القناعة السابقة، بشأن توجيهات الوزير لوح وتعليمة الوزير الأول تبون، وقال ل"الشروق" إن "الرجلين من الطاقم الحكومي، والتنسيق بينهما هو المفترض، وأجزم أن تعليمة الوزير الأول لها علاقة بتصريحات الوزير الطيب لوح". وبشأن تصريحات وزير العدل، ذكر خبابة "ما قاله من صميم مهامه، على اعتبار أن النيابة العامة وحدة واحدة ولا تتجزأ، وتتبع الوزير، ومن مهامه كوزير متابعة الدعوى العمومية، وهو يقوم بمهامه وفق القانون...وإن كان من واجب النواب العامين التحرك من دون توجيه". وعن اختيار الوزير لوح الكشف عن تلك التعليمات للرأي العام عبر الإعلام، ذكر خبابة "الوزير لا يوجه التعليمات عبر وسائل الإعلام فقط، ولكن أتوقع أنه قد بعث بتعليماته إما كتابيا أو شفهيا، في وقت سابق أو بالتزامن مع حديثه في وهران، ولكنه فضل أن يضرب عصفورين بحجر واحد.